وصارت السماء قريبة - لغتي الخالدة 1 - أول متوسط

نص الدعم رابط الدرس الرقمي www.ien.edu.sa وصارت السماء قريبةً ما أغربَ التَّأمل تحتَ هذه القُبَّةِ الزَّرقاء ! هكذا راحَ الصَّغِيرُ يُرَدِّدُ في دهشة ملحوظة، وهو ينظر إلى أعلى، إلى تلك القبَّة المستديرة. كانت الشمس قد بدأت تَنزوي وراء الأفق، وتركَتْ خلفَها ضوءًا ذهبيًا تستريحُ له الأعين، وبعد قليل تحولتِ القُبَّةُ الزرقاء إلى اللون الأسود، وراحَتْ نقاط من الضَّوءِ تَبرزُ على استحياءِ، تَمْلأُ القبَّةَ إِنَّها النجومُ البعيدةُ. لَمْ يكفَّ محمد الصَّغيرُ عن النَّظر إليها وراح يتساءل: أَيَّتها النُّجومُ البعيدة، لماذا أنت بعيدة؟ هل تقتربين مني أكثر؟ ولَمْ يَجد محمد البتّاني أي إجابة عن سؤالِهِ الذي يلح عليه مَنْذُ أيام، وفي صباح اليوم الآتي حدّثَ نفسَهُ قائلا : لماذا لا أسألُ رفاقي ؟ وحين سألهم ردَّ أَحدُهم قائلا : النُّجوم بعيدة؛ لأنها.. لأنها بعيدة قال آخر : هذه الأسئلةُ ستظلُّ بلا أجوبة، فلا تتعب نفسك. فأبى أَنْ يستسلم. ظلَّ الإلحاحُ يطارد صديقنا المولود عام (٢٤٠هـ - ٨٥٤ م ) في هذه المدينة (بتان) التي تُطل على أحد روافد نهر الفُرات ، وعَرَفَ أنَّ في هذه المدينة عالمًا جليلا، يهتم بالمعرفة في كُلِّ المجالات وراح يسألُهُ، فكانَ الجواب: النُّجومُ بعيدةٌ لأَنَّ هذا هو مكانها، وهي لا تقترب منا ، بل يجب علينا أن نقترب منها. وكانت الإجابةُ غامضةً، فكيفَ يقتربُ الإنسانُ من هذه النُّجوم؟ وجاءت الإجابةُ أكثر غموضًا: الأمر سهل إنَّه المَرْصَدُ. وراحَ الصَّغيرُ يسألُ: ما المَرْصَدُ؟ فعَرَفَ أَنَّه المكان الذي ينظر من خلاله العلماء إلى السَّماءِ، ومعهم أجهزة متطورة، يُمكِنُهم بها رؤيةُ النُّجوم أكثرَ قُربًا من الرؤية بالعين المجردة. مجلة العربي الصغير – العدد ١٤٠ . ملاحظاتي ۱۳۳ ندم وزارة التعليم Ministry of Education 2024-1446

نص الدعم: وصارت السماء قريبة

وصارت السماء قريبة

شرح وصارت السماء قريبة

الأف ۲ ملاحظاتي وحين نزل العاصمة لأول مرةٍ، عَرَفَ أن هناك عِلْمًا يسمى (الفَلَك) يهتم برصد النُّجوم والكواكب في السَّماءِ. وأَنَّ لهذا العلم رجالًا يهتمون به، يُسمون (الفلكيين)، وأنَّ رئيسهم يُدعى سند بن علي. وفي اللقاءِ الثَّالِثِ بين الشَّاب البتّاني، وبين رئيس الفلكيين، كانَ السُّؤالُ: سيدي العَالِمَ الجليل، لماذا لا نبني فوقَ التَّلِّ مَرْصَدًا مِثلَ بقية البلدان؟ واندهش العالِمُ الكبيرُ ، وهو يستمعُ إلى الشَّاب المليء بالحماسة. ففي البلدان المجاورة، هناكَ مَرَاصِدُ، يُمكن للعلماء بوساطتها أَنْ يتابعوا حركةَ النُّجومِ كأنها قريبةٌ وتَحمَّسَ العَالِمُ الكبيرُ ، وقال : فكرةً في تَدْمُرَ) هناك مَرْصَدٌ. وفي القاهرة.... وقرر الأستاذ مساعدةَ تلميذه في تحقيق حُلمِهِ، أَنْ يكونَ أكثر اقترابًا من النُّجوم ، أَنْ يراها أكثر وضوحا، وأكبر حجمًا ، وبدأ البناؤون يُشيدون المَرْصَدَ، وسافر البتّاني إلى البلدان المجاورة؛ لإحضار أجهزة حديثة لرصد الأجسام البعيدة. والتقى البتّاني العَالِمَ العربيَّ الشهير الإسطرلابي أَشْهَرَ من صنع جهازا لرصدِ النُّجوم الذي قال له: أنت محظوظ لدي جهاز حديثُ، لا يجعلُ النُّجوم تأتي إليكَ واضحةً فقط، بل... وسكتَ قبلَ أَنْ يُكمل : بل إنك يُمكنُ أَنْ تُشاهد أجزاء منها، كأنك تلمسها بأصابعك، وعاد البتّاني إلى مدينته، ومعه الكثيرُ من الأجهزة واستقبله العلماء في لهفة وسعادة، وراحوا جميعًا يحتفلون بوضع الأجهزة في المَرْصَدِ الَّذِي بُنِيَ في أعلى مكان يُطل على العاصمة. وصارَ المَرْصَدُ بيتًا دائمًا للبتَاني. في الليل يَنْظُرُ من فُوَّهة الجهاز نحو الأفق، فيشاهدُ النُّجوم قريبةً، كأنه يكادُ أَنْ يلمسها ، لكنه كان أكثر إلحاحا حِينَ يُخَاطِبُها: اقتربي أكثرَ أَيَّتها النُّجومُ، فأنا أحبك. هكذا أصبح صديقنا البتّاني من أعظم فلكيّي العَالَمِ، إِذْ أَلَّفَ في هذا الميدان كتبًا مهمةً. وكانت له إسهامات عظيمة في علمي الجبر وحساب المثلثات. وزارة التعليم Ministry of Education 2024-1446 ١٣٤

نص الدعم: وصارت السماء قريبة

علما يسمى الفلك يهتم برصد النجوم والكواكب في السماء

شرح علما يسمى الفلك يهتم برصد  النجوم  والكواكب في السماء