محمد ﷺ خاتم المرسلين - لغتي الخالدة 1 - أول متوسط
الوحدة الأولى: القيم الإسلامية
الوحدة الثانية: الأعلام
نص الانطلاق ملاحظاتي ۲ الأف رابط الدرس الرقمي www.ien.edu.sa محمد خاتم المرسلين عاش رسولُ الله ﷺ ثلاثةَ وستين عامًا، وبدأ دعوتَهُ بعد سن الأربعين، وأخذَ يدعو ثلاثًا وعشرين سنةً لنشر تعاليم الإسلام التي ينزلُ بها الوحي عليه. فكانتْ ساعات عمره شهورًا، وأصبحت شهوره أعوامًا، وأضحتْ أعوامه أجيالا، وباتتْ دعوته حقًا. ظلَّ الرسول ﷺ باذلا من أجل الدعوة التي ما تزال نورًا مضيئًا لحياة البشرية. وعلّم أصحابه وأتباعه أمورَ الدِّين، وأدبهم بالأفعال والأقوال والقدوة الحسنة، وأرشدَهُم إلى صلاح الدُّنيا والآخرة. أما صفاتُه فقد كان ينطقُ في أحاديثِهِ بِالحِكَمِ وجوامع الكلم التي لم يسبقه إليها أحد من البشر، فكان بذلك مربيا ومُؤَدِّبًا وواعظًا وبشيرا ونذيرا وخطيبًا وإمامًا وأبا بارا. وكانت أُخوتُه * صدقا وقيادته حكمة، وقضاؤه عدلا. إذا دخل منزلَه عَلَّمَ نساءه، وأَحْسَنَ عشرتهن، وعدل بينهن، وإذا خلا إلى نفسه انقطع إلى عبادة ربه والتضرع إليه حتى لا يطيق أحدٌ أَنْ يجاريه في صلواته ودعواته مهما اجتهد. المصدر: محمد رسول الله لمحمد رضا (بتصرف). وزارة التعليم Ministry of Education 2024-1446
ندم وكانَ الرَّسول ﷺ ذا خلق عظيم اجتمعت له الفضائل، فقد أثنى عليه الله بقوله: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) [القلم: ٤ ] لذا يظلُّ المسلمون وغيرهم معترفين بأنه - عليه السلام - شخصية عظيمة وسيد الخلق حقيقة. قال أنس الله : «خدمت رسول الله عشر سنين فما قال لي أفٍّ قط، وما قال لشيء صنعته لمَ صنعته؟ ولا لشيء تركتُه : لم تركته ؟ » [ رواه البخاري: ٦٠٣٨ ] . و وروى أبو هريرة رضي الله أنه لما كسرت رباعيتُه وشُجَّ وجهه يوم أحد شَقَّ ذلك على أصحابه وقالوا: لو دعوتَ عليهم. فقال: «إِنِّي لم أُبعث لگانا، ولكنّي بُعثتُ رحمة» [ رواه مسلم: ٢٥٩٩ ]. فبدلا من أن يدعو عليهم دعا لهم بالهداية. وهذا منتهى الحكمة وحُسْن الخلقِ شأنه في ذلك شأن أولي العزمِ من الرُّسل كما في قوله تعالى: ﴿ فَأَصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ... [ الأحقاف : ٣٥]. كَما عَفَا عن المشركين من أهل مكة حينَ فَتَحَها، وتَعامل مع غير المسلمين بيعًا وشراءً ، وحاوَرَهم، كما كان يعودُ مريضًهم ويُحسنُ إليهم، فقد روى ابن حبان في صحيحه رقم : ( ۲۹٦٠ ) " أن النبي ﷺ عَادَ جَارًا له يهوديًا " . كاملًا. ملاحظاتي وقد شملت رحمتُه جميع خلق الله، حتى الحيوان. عن عبدالرحمن بن استظهر الحديث عبد الله بن مسعود ، عن أبيه قال: «كنا مع رسولِ اللهِ ﷺ فِي سَفَرِهِ، فانطلقَ لحاجته، فرأينا حُمَّرَةً معها فَرْخَان، فأَخذْنا فَرْخَيْها، فجاءتِ الحُمَّرَةُ، فجعلتْ تُفرِّشُ. فجاء النبيُّ ﷺ فقال: «مَنْ فجعَ هذه بولدها ؟ رُدُّوا ولدها إليها». ورأى قريةً نمل قد حَرَقْنَاها، فقالَ: «مَنْ حَرَقَ هذِهِ؟» قُلْنَا : نحنُ. قال: «إنَّه لا ينبغي أَنْ يُعَذِّبَ بالنَّارِ إلا ربُّ النَّارِ» [ رواه أبو داود بسند و صحيح . [ ٥٢٦٨ وزارة التعليم Ministry of Education 2024-1446 ۹۱
وزارة التعليم Ministry of Education 2024-1446 ملاحظاتي وما زالَ الكرمُ المحمدي مضربًا للأمثال، فقد كان ﷺ أسخى الناس يدًا، ما سُئل شيئًا فقال لا. قال ابن عباس «كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ أَجْوَدَ النَّاسِ وَكَانَ أجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ فَلَرَسُولُ اللهِ ﷺ أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ» [ رواه البخاري: ۳۲۲۰ ] . عطايا طائلة يبذلها لسائليه عن طيب نفس وهو لا يملك شيئًا ولا يحمل منها إلى بيته درهما ، وقد يبيتُ طاويًا هو وأهله لا يجد ما يأكلُ. فهل هناك أحدٌ من البشر يبذلُ مثل هذا البذل، ويحرم نفسه بهذه الدرجة؟ ! إِنَّ صفحات التاريخ لا تتسعُ لذكر شمائل الرسول عليه الصلاة والسلام ولكن لعل ما لا يُدرك كُلُّه لا يُترك جُلُّه. ۹۲ الأف ۲