النوع الأول - الفقه 1 - ثالث ثانوي
الوحدة الأولى: مقدمة في الفقه
الوحدة الثانية: أحكام النكاح
الوحدة الثالثة: الفرقة الزوجية وما يتعلق بها وبعض الحقوق الأسرية
الوحدة الرابعة: البيع
الوحدة الخامسة: البيوع المحرمة
الوحدة السادسة: الإجارة
الوحدة السابعة: المسابقات واللقطة
الدرس 36 تعريفه النوع الأول: القتل العمد القتل العمد : أن يقصد الجاني من يعلمه آدمياً معصوماً فيقتله بما يغلب على الظن موته به. حكمه رابط الدرس الرقمي www.ien.edu.sa قتل النفس المعصومة محرم ، وهو من كبائر الذنوب، والمراد بالنفس المعصومة نفس المسلم، والذمي، والمعاهد ، والمستأمن. فالذمي: هو غير المسلم الذي يقيم في بلاد المسلمين بأمان. والمعاهد من كان بين قومه والمسلمين عهد وصلح. والمستأمن من دخل ديار المسلمين بأمان من ولي الأمر ، وإن لم يكن قومه أهل عهد ، وإن كان بيننا وبين قومه حرب. والأدلة على تحريم اعتداء المسلم على غيره كثيرة جداً، فمن ذلك: ج 1- أن الله تعالى قرن قتل النفس المحرمة بالشرك به فقال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا وَاخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا ) يُضَعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَمَةِ وَيَخْلُدٌ فِيهِ مُهَانًا إِلَّا مَن تَابَ وَءَامَن وَعَمِلَ عَمَلًا صَلِحَا فَأُولَبِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (1) ٧٠ -2 وقال تعالى: ﴿ وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَلِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ . ومعنى الآية: أن هذا هو جزاؤه وهو يستحق هذا الوعيد ولكن الله تكرم على عباده الموحدين (2) ۹۳ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ومن عليهم بعدم الخلود في النار. 3- بل إن الله تعالى جعل قتل النفس الواحدة كقتل الناس جميعاً، وإحياءها كإحياء الناس جميعاً حيث قال تعالى: ﴿ مِنْ أَجلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَاءِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ) (3). ومن السنة: -1- عن أبي هريرة أن النبي له الا الله ، قال : «اجتنبوا السبع الموبقات»، قالوا: يا رسول الله ، وما هن؟ قال: «الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل الربا ، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف ، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات (4) (1) سورة الفرقان الآيات 68-70. (2) سورة النساء الآية 93. (3) سورة المائدة الآية 32. (4) تقدم تخريجه ص 96. 139 ليم Ministry of Education 2024 -1446
قال: 2- وعن عبد الله بن عمرو أنَّ النبي الا الله ، قال : « من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاماً (1) (3) 3- وعن ابن عمر أن النبي ﷺ قال : لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً (2)، وقال ابن عمر : إن ، من ورطات الأمور التي لا مخرج لمن أوقع نفسه فيها سفك الدم الحرام بغير حله وقد أجمعت الأمة على تحريم قتل النفس المعصومة، سواء أكانت نفس مسلم أم غير مسلم، وأن من سفك دماً بغير حله فقد تعرض للوعيد الشديد. صور القتل العمد يكون القتل عمداً إذا كانت الآلة المستخدمة في الجناية مما يقتل في الغالب، ومن ذلك: -1- أن يقتل شخص آخر بآلة حادة تنفذ في البدن، مثل السكين والمسدس، ونحو ذلك. = 2 - أو يقتله بشيء ثقيل كأن يلقي عليه صخرة كبيرة، أو يضربه بحجر كبير، أو يدهسه بالسيارة، أو يلقيه من مكان عال. -3 أو يلقيه في نار ، أو في ماء يغرقه، ولا يمكنه التخلص منهما. 4- أو يخنقه بحبل ونحوه ، أو يسد فمه وأنفه حتى يموت. ء 5- أو يحبسه ويمنع عنه الطعام والشراب حتى يموت. 6- أو يسقيه سماً، أو يخلطه في طعامه. اذكر أمثلة إضافية على قتل العمد : -1 -2 -3 ما يترتب على القتل العمد يترتب على القتل العمد ثلاثة حقوق الحق الأول : حق الله تعالى، حيث يستحق القاتل الوعيد الشديد المترتب على هذه الجريمة ، ولا يسقط هذا الحق إلا بتوبة القاتل توبة صادقة. ولعظم جريمة القتل العمد فإن الله لم يوجب فيها الكفارة؛ لأن القتل عمداً أعظم من أن تكفره الكفارة، بل يكفره القصاص. (1) رواه البخاري برقم (3166). (2) رواه البخاري برقم (6862). (3) رواه البخاري برقم (6863). 140 وزارة التعليم Ministry of Education 2024-1446
الحق الثاني: حق أولياء القتيل وهم ،ورثته، حيث يخيرون بين ثلاثة أمور: أولاً : القصاص: ودليله: قوله تعالى: ﴿ يَتَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى ﴾ (1) والحكمة من مشروعيته: حفظ الأنفس . المعصومة، وزجر النفوس الباغية عن العدوان، وتشفي أولياء المجني عليه ممن قتل مورثهم، وتطهير القاتل من ذنبه الذي اقترفه، ولأنه لو لم يشرع القصاص فإن أهل المقتول سوف يسعون إلى الأخذ بالثأر من القاتل، أو من أقاربه، فتعم الفوضى ويزداد القتل. فبمشروعية القصاص يتحقق العدل بين الناس، والحياة الآمنة للمجتمعات، ولهذا قال تعالى: ﴿ وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَوةٌ يَتأُولِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (٣) (2) ثانياً: الدية: (١٧٩ ودليلها : قوله الله فمن قتل له قتيل فهو بخير النظرين إما أن يودى، وإما أن يقاد (3) . ومقدار الدية في القتل العمد مائة من الإبل، وهي تعادل الآن 400 ألف ريال، وديـة العمـد تكون حالة غير مؤجلة، ويتحملها الجاني في ماله الخاص، وتوزع على ورثة القتيل كل بحسب نصيبه من الميراث. ثالثاً: العفو مجاناً ور فللورثة أن يعفوا عن القصاص والدية، وإذا عفا بعضهم سقط نصيبه من الدية، ودليل ذلك قوله تعالى: تَصَدَّفَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ (4) . مشروعية العفو: قلے يشرع لأولياء القتيل العفو عن القصاص مجاناً أو إلى الدية؛ إذا لم يكن القاتل معروفاً بالشر؛ لقوله تعالى : فَمَنْ عُفِى لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٍ فَأَنْبَاعُ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءُ إِلَيْهِ بِإِحْسَنِ ذَلِكَ تَخفِيفُ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ ﴾ (5) ، ومتى عفا الورثة كلهم أو أحدهم سقط القصاص. : الحق الثالث: حق القتيل وحقه لا يسقط ولو عفا أولياء الدم أو اقتصوا من الجاني، فللمقتول أن يستوفي حقه يوم القيامة من حسنات القاتل، وقد يتفضل الله على القاتل فيعوض المقتول من عنده بأن يعطيه تكرماً منه وفضلاً إذا علم صدق توبة القاتل (1) سورة البقرة الآية 178 (2) سورة البقرة الآية 179. (3) رواه البخاري برقم (6880) ، ومسلم برقم (1355) ، ومعنى قوله : ( يودى) أي تدفع له الدية، وقوله : ( يقاد ) أي يستحق القود وهو القصاص. (4) سورة المائدة الآية 45. (5) سورة البقرة الآية 178. وار141 ليم Ministry of Education 2024 1446
نشاط 1 بالتعاون مع مجموعتك بين ما يأتي: أ- أسباب الوقوع في جريمة القتل. ب سبل الوقاية من الجريمة. 2/ قال الله تعالى: ﴿ وَقُل لِعِبَادِى يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنسَنِ عَدُوا ، بالرجوع لبعض كتب التفسير تفهم معنى هذه الآية الكريمة، ثم اكتب مقالاً مختصراً حول هذا مُّبِينًا (1), ٥٣ التوجيه الرباني للوقاية من الوقوع في جريمة القتل ونحوها. (1) سورة الإسراء الآية 53 142 وزارة التعليم Ministry of Education 2024-1446
قتل الإنسان نفسه (الانتحار) نفس الانسان ليست ملكاً له وإنما هي ملك لخالقها وموجدها ، وهي أمانة عند صاحبها ، ولهذا لا يجوز للإنسان أن يقتل نفسه، ولا أن يتصرف بشيء من أجزائها إلا بما يعود عليها بالنفع. ولهذا جعل الله قتل الإنسان نفسه من كبائر الذنوب، لما فيه من التعدي على هذه الأمانة التي أؤتمن عليها ، ولأن ذلك دليل على عدم الرضا بقضاء الله وقدره. والأدلة على ذلك كثيرة منها: 1- قول الله تعالى: ﴿وَلَا نَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (٥) وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (1)، فهذا نهي للمؤمنين أن يقتل بعضهم بعضاً، ويدخل في ذلك قتل الإنسان نفسه. -2 قوله تعالى: ﴿ وَلَا تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَهْلُكَةِ (2) ، أي: ولا تلقوا أنفسكم بأيديكم إلى التهلكة. صلى الله 3- عن أبي هريرة قال : قال رسول الله : « من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها بطنه يوم القيامة في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً، ومن قتل نفسه بسم فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً، ومن تردى من جبل فقتل نفسه فهو يتردى في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً (3) . (4), والمراد بقوله «خالداً مخلداً »: أي: أنه يستحق هذا الجزاء، ولكن الله تعالى تكرم على عباده الموحدين أنه لا يخلد موحداً في النار، كما قال تعالى : ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ -4- عن جندب بن عبد الله البجلي له قال : قال رسول الله الله: (كان رجل ممن كان قبلكم وكان به جُرح، فأخذ سكيناً نحر بها يده، فما رقأ الدم حتى مات، قال الله عز وجل: عبدي بادرني بنفسه، حرمت عليه الجنة (5) (1) سورة النساء الآية 29 (2) سورة البقرة الآية 195. (3) رواه البخاري برقم (5442) ، ومسلم برقم (109)، ومعنى قوله: يجأ: أي يطعن، وقوله: يتحساه أي يتجرعه، وقوله: تردى: أي أسقط نفسه. (4) سورة النساء الآية 48. (5) رواه البخاري برقم (3463) ، ومسلم برقم (113). 1439 ليم A Ministry of Education 2024 1446