تفسير سورة الرعد من الآية - القرآن الكريم وتفسيره - أول ثانوي
الوحدة الأولى: مقدمة في التفسير
الوحدة الثانية: سورة الفاتحة
الوحدة الثالثة: سورة يونس
الوحدة الرابعة: سورة هود
الوحدة الخامسة: سورة يوسف
الوحدة السادسة: سورة الرعد
الوحدة السابعة: سورة إبراهيم
الوحدة الثامنة: سورة الحجر
الوحدة التاسعة: سورة النحل
الدرس 14 تفسير سورة الرعد من الآية رقم (19) إلى الآية رقم (29) تمهيد قال تعالى : رابط الدرس الرقمي www.ien.edu.sa ضي عنه وهو عن أبي أيوب الأنصاري أنَّ أعرابيًّا عَرَضَ لَرَسول الله علي في سَفَر، فأخَذَ بخطام ناقته، أو بزمامها ، ثُمَّ قال : يا رَسولَ الله - أَوْ يا مُحَمَّدُ أخبرني بما يُقَرِّبُنِي مِنَ الجَنَّة، وما يُباعِدُنِي مِنَ النَّارِ، قالَ : فَكَفَّ (1) صلى الله النبي ﷺ ، ثُمَّ نَظَرَ فِي أصْحابه، ثُمَّ قَالَ: «لَقَدْ وُفِّقَ، أَوْ - الله لقَدْ هُدِيَ، قالَ: كيفَ قُلْتَ؟ َقالَ : فأعادَ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ : تَعْبُدُ الله لا تُشْرِكُ به شيئًا، وتُقِيمُ الصَّلاةَ، وتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتَصِلُ الرَّحِمَ، دَع الناقة» رواه مسلم برقم ( 13 ) . الآنات الوحدة السادسة : سورة الرعد 88 88 ٢٣ ج ۱۹ أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَىٰ إِنَّمَا نَذَكَرُ أُولُوا الْأَلْبَبِ الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلَا يَنقُضُونَ وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ ( وَالَّذِينَ صَبَرُواْ الْمِيثَقَ ٢٠ 21 ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَوَةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَيْكَ هُمْ عُقْبَى جَنَّتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَن صَلَحَ مِنْ ءَابَابِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّتِهِمْ وَالْمَلَيْكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ الدَّارِ ٢٢ عصبی ج : سَلَمُ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ، وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُوَلَيْكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَمْ سُوءُ الدَّارِ اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَفَرِحُوا بِالْحَيَوَةِ ) ٢٥ الدُّنْيَا وَمَا الحَيَوةُ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتَنعُ وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ وَآيَةٌ مِّن رَّبِّهِ، قُلْ إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِى إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ ) الَّذِينَ ءَامَنُوا وَتَطْمَن قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ ٢٦ الْقُلُوبُ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّلِحَتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَتَابٍ ٢٨ ٢٩ (1) كفَّ : أي توقف عن السير. 97
أستهل من خلال قراءة عامة للآيات ما الرابط بين الحديث الوارد في التمهيد وما تضمنته الآيات؟ المعنى الإجمالي للآيات يخاطب الله -تعالى- نبيه ع مبينا عدم المساواة بين أهل الهداية ممن يؤمن بما جاء به من الحق، وأهل الغواية ممن عميت بصائرهم عن الحق؛ إذ لا ينتفع بهذا القرآن ولا يتعظ ويعتبر إلا أصحاب العقول السليمة ثم يبين سبحانه بعض صفات المؤمنين؛ كالوفاء بالعهود التي بينهم وبين الله وبينهم وبين الناس، ووصل ما أمرهم الله بوصله؛ من الإيمان بالله، وصلة الأرحام والإحسان إلى الناس، ومن صفاتهم: خشية الله، والصبر على الالتزام بما أمر الله به ونهى عنه ؛ طلبا لمرضاته سبحانه، ومحافظتهم على الصلاة، وأدائهم ما يجب في أموالهم من زكاة ونفقة في الخفاء والعلن ومقابلتهم الإساءة بالإحسان، ومن اتصف بهذه الصفات كانت لهم العاقبة المحمودة في الآخرة بدخول الجنة، والاجتماع فيها بالصالحين من أهليهم، تدخل الملائكة عليهم من كل باب ؛ لتهنئتهم بعاقبة صبرهم وطاعتهم ، وأما الأشقياء فهم على خلاف تلك الصفات، ولذلك كان مصيرهم إلى سوء المستقر يوم القيامة . ثم يبين الله أنه يوسع الرزق لمن يشاء من عباده، ويضيقه على من يشاء منهم، وفق حكمته وعلمه بشؤون عباده وما يصلحهم، وقد فرح من لم يؤمنوا بالله بما أنعم الله عليهم في الدنيا فرح بطر وطغيان، وما علموا أنّ ذلك استدراج منه سبحانه لهم، ولا مقارنة بين نعيم الدنيا الزائل ونعيم الجنة المقيم، الذي ادّخره الله لعباده المؤمنين . صلى الله و ثم يخبر تعالى عن تساؤل من لم يؤمنوا بالله وطلبهم المعجزات من النبي الله والله -تعالى- قادر على إجابة ما سألوه، ولكنه يوجه نبيه له أن يوضح لهم أنّ الله هو الهادي وهو المضل، سواء بعث رسوله بتلك المعجزات أو لا، فإن الهداية والإضلال بيده سبحانه، فالمستحقون للهداية هم الذين آمنوا، وجمعوا مع إيمان القلب ذكر الله الذي تطيب به القلوب وتسكن إليه، والعمل الصالح بجوارحهم، أولئك لهم حال طيبة، ومرجع حسن إلى رضوان الله وجنته 98
معاني الكلمات : بالتعاون مع معلمك وزملائك ، ومن خلال ما ورد في المعنى الإجمالي للآيات، بين معاني الكلمات الآتية : الكلمة يدرؤون جنات عدن يَقْدر طوبی حسن مآب معناها جنات إقامة دائمة الجنة العاقبة الحسنة وهي فوائد وأحكام 1 العمى الحقيقي هو عمى البصيرة لا عمى البصر، قال تعالى: ﴿فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَرُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ﴾ [الحج : 46]، وأعظم أسباب تحصيل البصيرة تقوى الله، قال تعالى : ﴿ يَتَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِن تَتَّقُوا اللهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا ﴾ [الأنفال : 29]. 2 الخوف من الله وخشيته حق الخشية عبادة جليلة ومنزلة عظيمة من منازل الإيمان، وأظهر أثر لهذه العبادة على الجوارح : المسارعة إلى ما يحبه الله، والبعد عما يغضبه، قال تعالى : ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَاءَ اتَوا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةً أَنَّهُمْ إلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ أَوَلَيْكَ يُسْرِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَبِقُونَ ﴾ [المؤمنون : 60-61] . الوحدة السادسة : سورة الرعد 99
فوائد وأحكام 3 دلالة قرآنية في قوله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَوَةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْتَهُمْ سِرًا وَعَلَانِيَةً ) أفرد الصلاة والزكاة بالذكر، وإن كانتا داخلتين في الجملة الأولى من الآية؛ تنبيها على كونهما أشرف العبادات، وفيه وجه آخر: أنه نبه على هاتين الخصلتين: العبادة البدنية، والعبادة المالية؛ إذ هما عمود الدين، والصبر عليهما أعظم صبر؛ لتكرر الصلوات ولتعلق النفوس بحب تحصيل المال. كما أن مجيء الصلاة بعد الصبر دليل على أنها من أعظم ما يعين عليه، كما قال تعالى: يَتَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَوَةً إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّبِرِينَ ﴾ [البقرة: 153] . ، مشروعية تهنئة المسلم على ما وهبه الله من نعمة أو ما دفع عنه من مصيبة ؛ فإن ذلك مما يزيد من انسه ويُبهج خاطره، بل إنّ التهنئة على النعيم نعيم بحد ذاتها؛ ولذلك كان من كمال نعيم أهل الجنة : كثرة غشيان الملائكة لهم، والدخول عليهم من كل باب؛ لتهنئتهم بما أكرمهم الله به من النعيم المقيم . أتعلم لأعمل أشارك عائلتي وأقاربي وأصدقائي وجيراني مناسباتهم السعيدة، وأهنئهم بها؛ لأن ذلك نوع من صلة الرحم للأقارب، ومن وسائل نشر الألفة والمودة بين المسلمين. 4 صلة الرحم سبب لرضوان الله ، وطول العمر ، وسعة الرزق ، قال له : « مَن أحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ له في رزقه، ويُنْسَأ له في أثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ ) رواه البخاري برقم ( 5986 ) 5 • S الرزق مفهوم واسع ؛ قد يكون مالا، وقد يكون صحة في البدن أو زوجة صالحة، أو ولدا مباركا، أو ذكرا طيبا بين الناس أو توفيقا في دراسة أو وظيفة أو بركة في المال والوقت والجهد، وغير ذلك من صور الرزق كثير ، وإذا أيقن العبد أنّ الرزق بيد الله وحده، وأنه لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها وأجلها، أورثه ذلك طمأنينة القلب، وسكينة النفس، والرضا بما قسم الله 100
فوائد وأحكام أستنبط الوحدة السادسة : سورة الرعد استنبط من الآيات الآتية الأسباب المعينة على جلب الرزق الآية قال تعالى : ( وَمَن يَتَّقِ اللهَ يَجْعَل لَّهُ مَخَرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ) [ الطلاق : 32] قال تعالى : ( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا ) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّتِ ۱۱ وَيَجْعَل لَكُمْ أَنْهَرا ) [نوح: 10-12]. : قال تعالى: ﴿ وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُةٌ، وَهُوَ خَيْرُ الرَّزِقِينَ ) [ سبأ : 39] . قال تعالى : ( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ﴾ [إبراهيم: 7]. صلى الله سبب الرزق من أعظم الأعمال أجرا وأيسرها جهدا : ذكر الله ، قال له : ( ألا أنبِّئُكُم بخير أعمالكُم، وأزكاها عند مليككُم، وأرفعها في درجاتكُم وخيرٌ لَكُم من إنفاق الذهب والورق، وخيرٌ لَكُم من أن تلقوا عدوَّكُم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقَكُم ؟ قالوا : بلى . قالَ : ذكر الله تعالى » رواه الترمذي برقم (3377)، وصححه الألباني في تخريج مشكاة المصابيح برقم (2209) ، وأعظم الذكر تلاوة كتاب الله الكريم 6 ومدارسته • 101
أربط اربط الاستنباطات في الجدول الآتي بالمواضع الدالة عليها في الآيات: الاستنباط إثبات صفة العدل الله . الإقامة في الجنة دائمة لا تزول. الصبر عماد الدين ومن أعظم أسباب دخول الجنة. علو الدرجة في الجنة بشفاعة المؤمن لأهله وذويه، فيرفعهم الله إلى منزلته إكراما له . إثبات الوجه الله . الهداية نتيجة حتمية للإنابة وفي هذا دليل على قبول الله التوبة الصادقة من العبد الموضع الدال عليه في الآيات أفكر تقدم في الدرس الماضي الإشارة إلى وجوب الإيمان بأعمال الملائكة التي دلت عليها الأدلة الثابتة، ما العمل الذي تثبته آيات هذا الدرس للملائكة الكرام؟ أستدعي معلوماتي قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُوا الصَّلِحَتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَتَابٍ ، في الآية إشارة إلى أن الأعمال داخلة في مسمى الإيمان؛ فيزيد الإيمان بالطاعة وينقص بالمعصية، ولا اعتبار لإيمان العبد وتصديقه بقلبه ما لم يقترن بعمل صالح، وقد درست في الدرس السادس ( تفسير سورة يونس للآيات من 3-10) ما يدل على هذا المعنى دونه هنا. 102
أقدم مشروعًا ذكر الله تعالى من أجل الأعمال وأيسرها، وأعظمها أثرا على المسلم، في ضوء ما ورد في القرآن والسنة حول هذا الموضوع اكتب مقالا علميًا موجزا تتناول فيه النقاط الآتية: .1 فضل الذكر وفوائده 2. جوامع الذكر والدعاء. ثم شارك زملاءك ما توصلت إليه بعد إجازته من معلمك أجود تلاوتي درست في الصف السادس الابتدائي أحكام القلقلة، وأن لها خمسة أحرف مجموعة في عبارة: (قطب جد)، فإذا جاء أحد هذه الأحرف الخمسة ساكنا - سواء في وسط الكلمة أو آخرها فإنه يقلقل، والمراد بالقلقلة اضطراب المخرج عند النطق بالحرف ساكنا حتى تُسمع له نبرة قوية. بالعودة إلى الآيات المقررة، وبالتعاون مع مجموعتك، ارسم خطا تحت عشرة مواضع للقلقلة في الآيات، ثم طبق الحكم التجويدي أثناء تلاوتك. أتأمل وأجيب تقويم من خلال آيات الدرس، ومستفيدا من المقطع المرئي على عين الإثرائية الذي سينقلك إليه رمز الاستجابة؛ قارن بين صفات السعداء التي أوجبت لهم دخول الجنة وصفات الأشقياء التي أوجبت لهم دخول النار. أبحث الوحدة السادسة : سورة الرعد قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ ، للصبر ثلاثة أنواع بالاستفادة من المصادر الرقمية، استخلص هذه الأنواع مما ذكره العلامة السعدي - - في تفسير هذه الآية. 103
أدون ملاحظاتي