خصائص التشريع الإسلامي ومميزاته - فقه 2 - ثالث ثانوي

ل الدرس الراقي 回回 خصائص التشريع الإسلامي ومميزاته الدرس 1 يتمير التشريع الإسلامي عن غيره من الأحكام والآراء والقوانين الوضعية بخصائص ومميزات فريدة مما جعله يهيمن عليها . وتكون له السيادة والريادة في إيجاد الحل الأمثل والجواب الأشمل لكل ما تحتاجه البشرية في حياتها . وما يعرض في طريقها من حوادث ومشكلات في أمورها الدينية والدنيوية. في كل زمان ومكان إلى قيام الساعة مع تحقيقه للعدل والتوازن، والسعادة الحقيقية في الدارين. ومن أهم هذه الخصائص: الخاصية الأولى: ربانية المصدر ومعنى ذلك أن مصدر التشريع الإسلامي من رب الناس جميعا، فهو مبني على الوحي الذي أنزله الله تعالى على رسوله محمد . وسواء في ذلك الوحي المثلو وهو القرآن الكريم، أو الوحي غير المثل وهو سنة النبي ، فكلاهما وحي معصوم من الله تعالى، قال الله تعالى: إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَبَ بِالْحَقِّ لِتَحكُم بَيْنَ الناير ما أَرَنكَ اللهُ ولا تكن الخابيين خَصِيمًا (1) ويلزم من ذلك أمور: -1- أن مصدر التلقي في التشريع الإسلامي هو الكتاب والسنة على فهم السلف الصالح. 2 أنه النظام الوحيد الذي يتميز بالدقة والمثانة المتناهية، فلا يمكن أن يكون فيه تناقض بوجه من الوجوه أنه النظام الوحيد المعصوم من الخطأ والنقص والتحير لأي أحد. الخاصية الثانية التمام والكمال فالتشريع الإسلامي كامل بما أنزله الله تعالى على رسوله ، قال تعالى اليوم أكملتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لكم الإسلام ديناً ) (2) . وهذا يقتضي أن الشريعة لا يمكن أن يكون فيها نقص بوجه من الوجوه، وما يرد من حوادث فيما بعد فيمكن ردها جميعا إلى الأصول الثابتة من الكتاب والسنة والإجماع والقياس الصحيح ومما يدل على كمال الشريعة وعدم نقصانها التحذير من الابتداع في الدين، فعن عائشة الي قالت قال رسول الله من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه فهو رد (3)، وفي رواية من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد (8) قال الإمام مالك بن أنس رحمه الله تعالى: من أحدث في هذه الأمة اليوم شيئًا لم يكن عليه سلمها فقد زعَمَ أَن رسول الله ﷺ حَانَ الرسالة لأن الله تعالى يقول اليوم أكملت لكم دينَكُمْ وَأَلَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لكم الإسلام دينا وكا، فما لم يكن يومئذ دينا: لا يكون اليوم دينا. (6) (1) سورة النساء الآية رقم (جلا) (2) سورة المائدة الآية رقم (3) (3) رواه البخاري برقم (2697) ومسلم برقم (1718) ولفظه: ما ليس منه. (4) رواه مسلم برقم (1718) ، وذكره البخاري معلنا محروما به (5) سورة المائدة الآية رقم (3) (6) الاحكام لابن حزم 58/6، والاعتصام الشاطبي 2 / 535 وزارة التعليم 2013 14 10

الخاصية الأولى ربانية المصدر

الخاصية الثانية التمام والكمال

خصائص التشريع الإسلامي ومميزاته

الخاصية الثالثة: الشمولية والمراد بشمولية الشريعة الإسلامية أنها تنظم كل ما يتعلق بحياة الإنسان، فهي تشمل ما يأتني 1- حق الله على العباد، ويدخل في ذلك الصلاة والزكاة والصوم والحج، وأعمال القلوب من الإخلاص والتوكل والخوف والرجاء، وجميع الأعمال التي يتقرب بها إلى الله من فعل أو ترك. -2- علاقة العبد بنفسه، كأداب الأكل والشرب. وأحكام اللباس. وقضاء الحاجة، والنوم... 3- علاقة العبد بغيره. ويدخل في ذلك: أحكام البيوع والعقود بأنواعها، والنكاح والطلاق، والخصومات، والجنايات، والحدود. وحق المسلم على أخيه وضوابط التعامل مع غير المسلمين. -4- نظام الدولة المسلمة من سياسة واقتصاد واعلام وتعليم وجهاد وعلاقة الدولة المسلمة بغيرها من الدول وغير ذلك. وقد تعجب قوم من تعليم النبي لأصحابه كل شيء من الأحكام والآداب والسلوك. فعابوا ذلك على أصحاب النبي . قبل لسلمان الفارسي الله قد عَلَمَكُمْ نَبِيِّكُمْ كُل شيء حتى الْحَرَاءَةَ فقال: «أَجَلٌ. لقد نَهَانَا أَنْ تَسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةَ لِغَائِطِ أَو يَولٍ، أَو أَنْ نَسْتَنْجِيَ بِالْيَمِينِ، أَو أَن تَسْتَنْجِيَ بِأَقَلُّ مِن ثَلَاثَةِ أَحْجَارٍ، أَو أَن تَسْتَنْجِيَ بِرَجِيعِ أو بِعَظْم. الخاصية الرابعة: عمومه لكل جنس وصلا حيته لكل زمان ومكان (1) أتي الفقه الإسلامي ليحكم حياة الناس جميعا في كل زمان ومكان. ولكل جنس من الأجناس فهو لم يأت لعصر دون عصر، ولا لمكان دون مكان ولا لجنس دون جنس بل يدخل في أحكامه الأبيض والأسود، والعربي والعجمي والشرقي والغربي. جاءت أحكامه وتشريعاته للناس جميعا على اختلاف أجناسهم وألوانهم. وتباين عاداتهم وتقاليدهم ومشاربهم واختلاف أصولهم وتواريخهم. قال الله تعالى: (قُلْ أَيُّهَا النَّاسُ إِني رَسُولُ اللَّهِ إليكم جميعا وقال: ( وما أرسلك إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَيرا والديرا ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) وعن جابر بن عبد الله أن النبي ﷺ قال: أعطيت خمسا لم يعطهُنَّ أحد ) من الأنبياء قبلي، وذكر من ذلك : وكان النبي بيعت إلى قومه خاصة، ويعد إلى الناس عامة (4) . الخاصية الخامسة: الثبات والاستقرار الفقه الإسلامي ثابت مستقر بثبات الأصول التي استمد منها، فهو غير خاضع للتعديل والتغيير كلما تغيرت الظروف وتبدلت الحاجات، كما هو الحال في جميع القوانين والأنظمة التي يضعها الناس. قال الله تعالى: ا وتمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صدقا وعدلا لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَتِهِ وَهُوَ السميع العليم (5)، وقال عن كتابه الكريم الذي هو الأصل الأول الذي يستمد منه الفقه الإسلامي: لا بأبيه العطل من بين يديه ولا (6) (1) رواه مسلم برقم (262). (2) سورة الأعراف الآية رقم (158) (3) سورة سبأ الآية رقم (28). (4) رواه البخاري برقم (335) ، ومسلم برقم (521)، والزيادة بين قوسين من رواية البخاري. (5) سورة الأنعام الآية رقم (115). (6) سورة فصلت الآية رقم (42). وزارة التعليم 1115

الخاصية الثالثة الشمولية

الخاصية الرابعة عمومه لكل جنس وصلاحيته لكل زمان ومكان

الخاصية الخامسة الثبات والاستقرار

وسبب ثبات التشريع الإسلامي 1- أنه من عند الله تعالى العالم بأحوال عباده إلى يوم القيامة، فلذلك أوجد لهم تشريعا صالحا إلى يوم الدين 2 أن الله تعالى حفظ لنا أصول هذا التشريع التي يستمد منها. -3- أن الله تعالى نوع في دلالات الأدلة الشرعية، فمنها أدلة عامة تشبه القواعد، ومنها أدلة خاصة، 4- أن الله تعالى جعل لنا أصولا وقواعد لا يمكن أن تتغير، وينبني عليها ما لا يحصى من الأحكام، فمن هذه القواعد أ- الصدق خُلق محمود في جميع الأعمال والأقوال، والكذب خلق مرذول في جميع الأعمال والأقوال. ب الأمر بالعدل والنهي عن الظلم بجميع صوره وأشكاله.. ج الأمر بالتعاون على الخير والنهي عن التعاون على الشر. د - الأمر يبذل المعروف والإحسان إلى الإنسان والحيوان. النهي عن الفساد بجميع صوره وأشكاله. و النهي عن الإضرار بالإنسان والحيوان الخاصية السادسة التيسير ورفع الحرج التشريع الإسلامي مبني على اليسر ورفع الحرج من طريقين: أ في جميع تشريعاته العامة والخاصة، وفي جميع الأبواب من الطهارة والصلاة والزكاة والصيام والحج، وفي المعاملات والنكاح وغيرها، قال تعالى ( وَمَا جَعَل عليكم في الذين من حرج ( الا. وقال تعالى بريد اليكم اليسر ولا تريد بكم العر (2) . وعن أنسى الله أن النبي هال ميسروا ولا تعسرواء ومشروا ولا تنظروا ، وعن أبي هريرة الله أن النبي لا قال إن الدين يسر ﷺ (3). ﷺ . ولن يشاد الدين أحد إلا عليه ). 151 ومن نعم الله تعالى على هذه الشريعة الإسلامية أن جعل رسالتها حقيقية وسمعة كما في حديث عائشة عنه أن النبي ﷺ قال: اني ارسلت حقيقية سمحة (5) ، فهي حقيقية في التوحيد . سمحة في العمل، لا إصر فيها ولا أغلال كما كان عليه الحال في الأمم السالمة، وقد وصف الله تعالى نبيه فقال وَيَضَعُ عَنْهُمْ إرَهُمْ وَالأنفال التي كانت عليهم ، قال ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسير هذه الآية: أي أنه جاء بالتيسير والسماحة. وقد كانت الأمم التي قبلنا في شرائهم ضيق عليهم، فوسع الله على هذه الأمة أمورها وسهلها لهم. (71 (1) سورة الحج الآية رقم (178) (2) سورة البقرة الآية رقم (185). (3) رواه البخاري برقم (69)، ومسلم برقم (1/34). (۹) رواه البخاري برقم (35). 161 (15) رواه أحد يقم (24855) والحميدي في مسلية رقم (254)، قال الحافظ ابن حجر والسخاوي اسناده حسن ( تقليل التعليق 83/2 المقاصيد الحمل رية (214) ورق : عبر واحد من الصحابة بطرق مختلفة في الكرها صمت (6) سورة الأعراض الآية رقم 11571. (7) تفسير القرآن العظيم 8 / 488 489 وزارة التعليم 12

سبب ثبات التشريع الإسلامي

الخاصية السادسة التيسير ورفع الحرج

ب في الأمور العارضة، فمنى عرض للمسلم عارض من العوارض يحتاج فيه إلى التيسير فإن الشريعة تأتي له يمزيد من التبسير ، وذلك في أحوال كثيرة كالمرض والسفر والنسيان والجهل وغير ذلك. الخاصية السابعة موافقة القطرة الإنسانية قال الله تعالى: فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيها فطَرَتَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا سَدِيلَ لِخَلق الله ذلك الذين القيم ولكن أكَفَر النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ 4 فكل ما شرعه الله لنا من الدين في العبادات والمعاملات والواجبات والمحرمات موافق للفطرة. أما القوانين الوضعية ففيها الكثير مما يخالف الفطرة، مثل الشيوعية فهي تمنع التملك الفردي فالملك مشاع بين الناس لا أحد يملك بيتاً ولا طعاماً ولا مصنعاً ولا مزرعة، وهذا مصادم لما فطر الله عليه بني آدم من حب التملك، ومثال آخر: دعوى مساواة المرأة بالرجل. فقد جاءت الشريعة بالعدل بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات. ولم تأمر بالمساواة بينهما، فالعدل يختلف عن المساواة فأمرت الشريعة بالمساواة مع مراعاة الاختلافات البدنية والنفسية لهما، فالشرع جاء بما يوافق فطرة الرجل والمرأة. ويحفظ حقهما جميعا. نشاط هل يمكن أن يكون للقوانين الوضعية خصائص تتوافق مع خصائص التشريع الإسلامي التي درستها؟ بالتعاون مع مجموعتك ناقش هذا السؤال واكتب ما توصلت إليه. الماسورة الروم الآية رقم (300) وزارة التعليم 19

الخاصية السابعة موافقة الفطرة الإنسانية

هل يمكن أن يكون للقوانين الوضعية خصائص تتوافق مع خصائص التشريع الإسلامي التي درستها؟ بالتعاون مع مجموعتك ناقش هذا السؤال واكتب ما توصلت إليه