التعداد السكاني - القيم واحترام الآخر - سادس ابتدائي
الفصل الدراسي الأول
المحور الثاني: علاقاتي مع الآخرين
الفصل الدراسي الثاني
المحور الرابع: مسئولياتي تجاه نفسي وعالمي
المِحْوَرُ الثَّانِي: عَلاقَاتِي مَعَ الْآخِرِينَ القِيمَةُ : المَوْضُوعِيَّةُ ୮ % مِنَ المَوْضُوعِيَّةِ أَنْ نَرَى الْإِيجَابِيَّ وَالسَّلْبِيَّ لِجَمِيعِ المَوَاقِفِ، فَاخْتِلَافُ الرَّأْي لَا يُفْسِدُ للوُدَّ قَضِيَّةً . التَّعْداد السكاني تَوَقَّفَتِ السَّيَّارَةُ عِنْدَ إِحْدَى إِشَارَاتِ المُرُورِ، وَلَفَتَ نَظَرَ «ندى» رَقْمٌ كَبِيرٌ عَلَى شَاشَةٍ فَوْقَ أَحَدِ المَبَانِي، كَانَ الرَّقْمُ يَتَزَايَدُ بِاسْتِمْرَارٍ وَقَرَأَتْ «ندى» المَكْتُوبَ عَلَيْهَا: (التَّعْدَادُ السُّكَّانِيُّ). لَاحَظَ الوَالِدُ تَرْكِيزَ «ندى»، فَبَادَرَ قَائِلًا: «هَلْ تَعْلَمِينَ يَا (ندى) أَنَّ هَذَا هُوَ عَدَدُ السُّكَّانِ فِي مِصْرَ فِي هَذِهِ اللَّحْظَةِ؟!»، فَقَالَتْ لَهُ: «وَلَكِنَّهُ يَزْدَادُ بِسُرْعَةٍ كَبِيرَةٍ!»، فَقَالَ الأَبُ: «نَعَمْ، فَمُعَدَّلُ الزِّيَادَةِ السُّكَّانِيَّةِ فِي مِصْرَ مِنْ أَكْبَرِ المُعَدَّلَاتِ فِي العَالَمِ».. فَكَّرَتْ قَلِيلًا ، ثُمَّ قَالَتْ: «أَلِهَذَا السَّبَبِ أَرَى الشَّوَارِعَ مُزْدَحِمَةً بِالكَثِيرِ مِنَ السَّيَّارَاتِ ؟ وَهَلْ جَمِيعُ الدُّوَلِ هَكَذَا يَا أَبِي؟!»، فَأَجَابَهَا قَائِلًا: «إِنَّ مُعَدَّلَاتِ النُّمُوِّ تَخْتَلِفُ مِنْ دَوْلَةٍ لأُخْرَى ، كَمَا يَخْتَلِفُ كَذَلِكَ التَّعْدَادُ السُّكَّانِيُّ، فَالصِّينُ - عَلَى سَبِيلِ المِثَالِ- ذَاتُ أَكْبَرِ تَعْدَادٍ سُكَانِيٌّ فِي العَالَمِ حَيْثُ يَتَعَدَّى المِلْيَارَ نَسَمَةٍ، فِيمَا يَصِلُّ عَدَدُ سُكَّانِ دَوْلَةِ "أيسلندا" لأقَلَّ مِنْ نِصْفِ مِلْيُونِ نَسَمَةٍ!». רס تعداد سكان محافظة الجيزة الآن ||| 19536656

تَحَرَّكَتِ السَّيَّارَةُ مَعَ الضَّوْءِ الأَخْضَر وَاسْتَكْمَلَتْ «ندى» حَدِيثَهَا قَائِلَةً: «وَلَكِنْ أَيُّهُمَا أَفْضَلُ؟!»، فَطَلَبَ مِنْهَا وَالِدُهَا أَنْ تُخْبِرَهُ بِرَأْيِهَا أَوَّلًا.. صَمَتَتْ «ندى» تُفَكِّرُ، ثُمَّ قَالَتْ: «أَظُنُّ مِنَ الأَفْضَلِ أَنْ تَكُونَ الدَّوْلَهُ ذَاتَ تَعْدَادٍ سُكَّانِيِّ أَفَل حَتَّى لَا تُعَانِي مِنْ مُشْكِلَاتٍ كَالازْدِحَامِ!».. قَالَ الأَبُ: «أُوَافِقُكِ الرَّأْيَ، وَلَكِنْ رُبَّمَا يُمْكِنُنَا أَيْضًا أَنْ نَنْظُرَ للمَوْضُوع مِنْ زَاوِيَةٍ أُخْرَى؛ فَإِذَا كَانَتِ الدَّوْلَهُ ذَاتَ تَعْدَادٍ سُكَانِيٌّ كَبِيرٍ فَهَذَا يَعْنِي اسْتِغْلَالَ الثَّرْوَةِ البشرية الكَبِيرَةِ فِي زِيَادَةِ المَشْرُوعَاتِ الصَّغِيرَةِ وَالإنتاج وَالدَّخْلِ المَالِيُّ للدَّوْلَةِ»، قَالَتْ «ندى»: «أَتَذَكَّرُ أَنَّنِي قَرَأْتُ فِي كِتَابِ الدَّرَاسَاتِ الاجْتِمَاعِيَّةِ أَنَّ الدُّوَلَ ذَاتَ التَّعْدَادِ السُّكَّانِيِّ الأَوَّل يَتَمَتَّعُ مُوَاطِنُوهَا بِتَوْزِيعٍ جَيِّدٍ للمَوَارِدِ». OV n0

رَدَّ الأَبُ: «وَهَذَا رَأْيِّ صَائِبٌ أَيْضًا»، فَقَالَتْ «ندى» فِي حَيْرَةٍ: «إِذَنْ يَا أَبِي، لاخْتِلَافِ التَّعْدَادِ السُّكَانِيِّ مُمَيِّزَاتٌ كَمَا أَنَّ لَهُ عُيُوبًا»، فَقَالَ الأَبْ: «بِالضَّبْطِ، وَعَلَى كُلِّ دَوْلَةٍ أَنْ تَسْتَفِيدَ مِنْ ظُرُوفِهَا وَأَنْ تَخْتَارَ مَا يُنَاسِبُهَا».. وَبِانْتِهَاءِ الحَدِيثِ تَوَفَّفَتِ السَّيَّارَةُ عِنْدَ المَنْزِلِ، وَفِي اليَوْمِ التَّالِي أَعْلَنَتِ المَدْرَسَةُ بِطَابُورِ الصَّبَاحِ عَنْ مُسَابَقَةٍ بَيْنَ الفُصُولِ لِتَصْمِيمِ أَفْضَلِ مُجَسَّمٍ مِنْ مَوَادَّ مُعَادٍ تَدْوِيرُهَا.. فِي الفَصْلِ دَارَ الحَدِيثُ بَيْنَ «ندى» وَزُمَلَائِهَا حَوْلَ المَشْرُوعِ، فَقَالَ أَحَدُهُمْ : «لَا أَعْتَقِدُ أَنَّنَا سَنَنْجَحُ؛ لأَنَّ عَدَدَنَا كَبِيرٌ عَلَى مَشْرُوعِ وَاحِدٍ»، وَحِينَ دَخَلَتْ مُعَلَّمَةٌ الرَّسْمِ الفَصْلَ سَأَلَتْهُمْ : «مَا اقْتِرَاحُكُمْ لِمَشْرُوعِ المُسَابَقَةِ؟»، وَأَخَذَ الجَمِيعُ يَتَحَدَّثُونَ فِي وَقْتٍ وَاحِدٍ لِيُعْرِبُوا عَنْ قَلَقِهِمْ مِنْ عَدَدِ الْأَفْرَادِ الكَبِيرِ بِهَذَا المَشْرُوعِ.

٥٩ ه وو اسْتَوْقَفَتْهُم المُعَلَّمَةُ بِإِشَارَةٍ لَطِيفَةٍ مِنْ يَدِهَا، وَذَكَّرَتْهُمْ بِأَنَّ أَخْذَ الأَدْوَارِ وَالاسْتِمَاعَ لآرَاءِ الآخَرِينَ مِنْ آدَابِ المُنَاقَشَةِ.. رَفَعَتْ «ندى» يَدَهَا ، فَأَشَارَتْ إِلَيْهَا المُعَلِّمَةُ فَوَقَفَتْ وَقَالَتْ: «أَعْلَمُ أَنَّ عَدَدَنَا كَبِيرٌ وَقَدْ يُسَبِّبُ ذَلِكَ بَعْضَ المُشْكِلَاتِ ، لَكِنْ يُمْكِنُ أَنْ نَنْظُرَ للمَوْضُوعِ بِشَكْلٍ مُخْتَلِفٍ، فَكَثْرَةٌ عَدَدِنَا قَدْ تُسَاعِدُنَا فِي عَمَلِ مَشْرُوعِ أَكْبَرَ وَاسْتِغْلَالِ تَنَوُّعِ مَهَارَاتِنَا عَلَى نَحْوِ أَفْضَلَ لِنَتَوَصَّلَ إِلَى نَتِيجَةٍ مُخْتَلِفَةٍ، فَقَطْ عَلَيْنَا أَنْ نَنَطْمَ أَنْفُسَنَا وَنَعْمَلَ عَلَى تَحْقِيقِ هَدَفٍ وَاحِدٍ». شَكَرَتْهَا المُعَلَّمَةُ وَسَأَلَتْ بَقِيَّةَ التَّلَامِيذِ : «هَلْ لأَحَدٍ مِنْكُمْ رَأْيِّ آخَرُ؟»، فَأَجْمَعُوا عَلَى اقْتِنَاعِهِمْ بِمَا قَالَتْهُ «ندى»، وَعِنْدَ عَوْدَتْهَا إِلَى المَنْزِلِ قَالَتْ لِوَالِدِهَا: «طَبَّقْنَا مَفْهُومَ اسْتِغْلَالِ المَوَارِدِ البَشَرِيَّةِ فِي تَحْقِيقِ الأَهْدَافِ بِمَشْرُوعِنَا المَدْرَسِيِّ اليَوْمَ » فَضَحِكَ الأَبُ، ثُمَّ أَثْنَى عَلَى قُدْرَةِ «ندى» عَلَى التَّعَامُلِ مَعَ المُشْكِلَةِ بِمَوْضُوعِيَّةٍ.


