مدخل - صناعة القرار في الأعمال - ثاني ثانوي
الجزء الأول
الفصل1: تحديد المشكلات وتعريفها
الفصل2: حل المشكلة
الفصل3: التفكير الناقد
الفصل4: اتخاذ القرار وحل المشكلات ضمن مجموعة
الفصل5: أدوات دعم القرار
الجزء الثاني
الفصل6: خطوات اتخاذ القرار في المنظمات
الفصل7: إدارة الفرق لدعم القرارات في المنظمات
الفصل8: التواصل التنظيمي وصنع القرارات
الفصل9: استخدام البيانات لدعم عملية اتخاذ القرار
الجزء الثالث
الفصل10: أساسيات نظام دعم القرار
الفصل11: استخدام أداة سولفر في برنامج مايكروسوفت إكسل
الفصل12: مشروع إنتاج السيارات
الفصل13: مشروع منتجع التزلج
الفصل14: مشروع السيارة الكهربائية
الفصل15: مشروع شركة الطيران
مدخل في صباح يوم بارد من شهر يناير عام 1986 ، أطلق مكوك الفضاء "تشالنجر" من الساحل الأمريكي المطلّ على المحيط الأطلسي في رحلته العاشرة إلى الفضاء تحت أعين الملايين من الناس الذين تسمروا أمام شاشات التلفزة، التي عرضت الحدث على الهواء مباشرة، ليشاهدوا الصواريخ وهي تشتعل لتحمل المكوك إلى الفضاء. وبمجرد مرور 73 ثانية على بداية الرحلة انفجر أحد محرّكات المعزّزات الصاروخية الصلبة ، فتحطّم المكوك وتوفي معه الطاقم الذي تألف من سبعة أشخاص. كانت هذه هي الحادثة الأكثر مأساوية في تاريخ برنامج استكشاف الفضاء الأمريكي، وقد قيل آنذاك إن سبب الانفجار هو تعطل قفّل الحلقتين الدائريتين في معزز الصاروخ ، أما السبب الحقيقي للكارثة فقد انكشف في ما بعد ليتبيّن أنه اتخاذ قرار خاطئ. الواقع أن البرد القارس في ذاك اليوم قد خفّض من قدرة الحلقتين الدائريتين على التمدد وهو ما أدى إلى تعطلهما وحصول تسرّب الوقود. وكان المهندسون يخشون أثر الطقس البارد على سلامة هذه النظم، وقد عبّروا عن تحفّظاتهم ، وأوصوا بتأخير موعد الإطلاق إلى يوم آخر تكون فيه الحرارة أعلى، لكنّ المديرين والمسؤولين في المركز الوطني للملاحة الجوية وإدارة الفضاء في الولايات المتحدة (ناسا) تجاهلوا هذه التحذيرات وعقدوا القرار على المباشرة بعملية الإطلاق. ولما استجابوا للضغوطات بعدم تأخير المهمة . وهي بالطبع ضغوطات هائلة - اتَّخذ القرار السيء وكانت النتيجة الكارثية. القرارات التي نتخذها تصنع حياتنا من اللحظة التي نفتح فيها عينينا في الصباح وحتى اللحظة التي نخلد فيها إلى النوم في المساء، ونحن نتخذ خيارات وقرارات، فكم هو عدد القرارات التي يتخذها الفرد في اليوم الواحد ؟ أحيانًا يتجاوز عدد القرارات المتخذة يوميًّا المئة ،قرار، فقراراتك هي التي تحدد من أنت سواء في حياتك الشخصية أو في حياتك المهنية. إن كنت تريد أن تأخذ حياتك مسارا معيّنا فعليك أن تنتبه إلى قراراتك وأن تتخذ الخيارات المناسبة لك. والكثير من القرارات اليومية هي قرارات روتينية نكاد ألا نفكر فيها؛ فأنت على الأرجح لا تقضي الكثير من الوقت يوميًا في التفكير في الطريق الذي ستسلكه للوصول إلى المدرسة؛ لأن بعض القرارات تصبح تلقائية بفعل الروتين، في حين أن القرارات الأصعب هي التي لا نضطر لاتخاذها بأسلوب منتظم ومتكرر. كلما كان القرار مهما وتبعاته ،متنوعة، كان اتخاذه أكثر صعوبة. إليكم بعض القرارات المهمة التي يجب على الطلبة اتخاذها : • هل ألتحق بالدراسة الجامعية؟ بأي مجال أتخصص؟ . ما المهنة التي أريدها لنفسي؟ • أين أرغب في العيش والعمل بعد انتهاء الدراسة؟ = كل خيار من هذه الخيارات له انعكاساته الكبرى على مسار حياتنا. تخيّل النتيجة لو أنك - مثلا اتخذت هذه القرارات المهمة عشوائيًا دون التفكير مليا بالأمر! كما في حياتنا الدراسية ، القرارات جزء مهم أيضًا من حياتنا المهنية، وإليكم بعض • عندما يقرّر المدير اختيار أحد المتقدمين للوظيفة الشاغرة. • عندما يقرر المصرفي الموافقة على قرض تجاري أو من عدمها. • عندما يتخذ الطبيب القرار حول العلاج الأفضل لمريض حالته حرجة. الأمثلة: في كل حالة من هذه الحالات لا بد من اتخاذ القرار بعد التفكير والنظر في المعلومات المفيدة لنكون واثقين من ، أن النتائج ستكون إيجابية ( مثلا : توظيف موظف جيد، الموافقة على قرض تنموي، مساعدة المريض على التعافي)؛ إذا لم تتخذ هذه القرارات بعناية فلنتخيل ما يتبعها من نتائج سلبية. 10 مدخل وزارة التعليم Ministry of Education 2024-1446
مدخل
امتلاك القدرة على اتخاذ القرارات التي تخدم مصلحة العمل ستجعل منك موظفا ومديرًا وقائدًا أفضل، فالقرارات الجيدة تقدم منافع إيجابية متعدّدة لك وللمؤسسة التي تعمل لحسابها. ويتّخذ كل شخص فينا قرارات عديدة في اليوم الواحد ، وعليه لا بد أن نكون واعين لأهمية موضوع اتخاذ القرار، ونعمل دائمًا على تحسين اتخاذ القرار حتى يتحسن أداؤنا وإنتاجيتنا في العمل. يمكن لمهارة اتخاذ القرار أن تميزك عمّن سواك في مكان العمل وأن تسهم في نموك وتقدّمك المهني. وتبعا لموقعك في المنظمة ، يمكن أن تؤثر قراراتك وخياراتك في موظفين آخرين وفي أدائهم أيضا ؛ فكلما كنت أفضل في اتخاذ القرار، نجحت في موقعك. كما أنّ إثبات امتلاكك مهارة اتخاذ القرار يمكن أن يساعدك على الفوز بترقية والوصول إلى مراكز إدارية عليا. الدول لا يتخذ الأفراد وحدهم قرارات معقدة، بل يتعين على المدارس والأعمال التجارية والجهات الحكومية – وحتى - اتخاذ قرارات تشغيلية وقرارات إستراتيجية لتدفع بنفسها إلى الأمام هذه القرارات في الأغلب قرارات صعبة على اعتبار أنها تؤثر بالعادة في عدد كبير من الناس الذين قد لا يجتمعون كلهم حول رأي واحد بشأن المسار الذي يجب السير فيه، فعلى سبيل المثال: فكر في رؤية السعودية 2030 التي أطلقت بدعم ورعاية من لدن خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - ، وانبثقت من رؤية سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لمستقبل هذا الوطن العظيم، فمنذ استحداث هذه الرؤية في العام 2016 ، شهدت المملكة تغيرات وتطورات على مختلف المستويات في المجتمع السعودي، فهذه الرؤية مثال حكيم على قوة اتخاذ القرارات المعقدة وأهميته. يعتمد اقتصاد المملكة العربية السعودية بشكل كبير على صادرات النفط وكان ذلك منذ اكتشاف النفط في عام 1938. ويعتقد أن النفط يشكل 300-50 من الناتج المحلي الإجمالي السعودي (الناتج المحلي الإجمالي هو مقياس للناتج الاقتصادي للبلد ) . عليه، أقرت قيادات المملكة بأن التغيير سيصب في مصلحة الدولة، ولكن السؤال كان: كيف نحقق هذا التغيير ؟ وإزاء هذا السؤال اتخذت قرارات صعبة ومهمة بشأن عدة جوانب من الحياة والثقافة والمجتمع السعودي وصولا إلى خطة رؤية السعودية 2030 التي هي عبارة عن إطار عمل استراتيجي مصمّم لتحقيق الآتي: • خفض الاعتمادية على النفط تنويع الاقتصاد الوطني : ، • تطوير قطاعات الخدمات العامة، ومن بينها الرعاية الصحية والتعليم، والبنية التحتية، والترفيه، والسياحة. تُرجمت الرؤية إلى أهداف إستراتيجية لتمكين التنفيذ الفعّال لها من خلال برامج تحقيق الرؤية وفق ثلاث محاور رئيسة وهي: 1- مجتمع حيوي 2 - اقتصاد مزدهر -3 وطن طموح وستعتمد رؤية السعودية 2030" على المزايا التنافسية التالية للمملكة العربية السعودية، وهي: أن المملكة قلب العالمين العربي والإسلامي. أن تكون المملكة قوة استثمارية رائدة عالميًّا. أن تكون المملكة محركا رئيسًا للتجارة الدولية يربط القارات الثلاث: أفريقيا وآسيا وأوروبا. تمثل "رؤية السعودية 2030 الجهود المشتركة للعديد من الأشخاص تحت قيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. ومنذ استهلالها في عام 2016، شهدت البلاد تغييرات وتطورات في جميع أنحاء المجتمع وتعتبر "رؤية السعودية 2030" مثالا على قوة اتخاذ القرارات المعقدة وأهميتها. إن اتخاذ القرارات الصحيحة أسهل عندما نفهم ونتبع ممارسات صنع القرار السليمة . وفي هذا الكتاب، ستتعرّف على هذه العملية المهمة، وستتعلم كيفية معالجة المشكلات التي تواجهها بأسلوب منطقي وعقلاني. وستتعلم إستراتيجيات فعّالة لاتخاذ القرارات يمكن أن تستخدمها في حياتك الشخصية والمهنية. لقد أعددنا هذا الكتاب بطريقة تساعد على تبسيط عملية التعلم وجعلها أكثر متعةً ، وقسمنا المفاهيم المهمة على دروس قصيرة؛ بحيث يسهل على القارئ مطالعتها وفهمها بسرعة واستخدمنا رسومات ملوّنة في الدروس للمساعدة على ترسيخ الأفكار في الذهن ومن الممكن أن يكلفك المعلم بأنشطة دراسية حتى يتسني لك أن تطبق المهارات الجديدة التي نتحدّث عنها في الكتاب وسنوضح لك بالتفصيل بنية هذا الكتاب في التمهيد وخصائصه. حسن اتخاذ القرار مهارة مهمة على الصعيدين الشخصي والمهني، وهي مهارة ستواصل تنميتها وتحسينها ما مداخل التدليم حييت. Ministry of Education 2024-1446