قطعة من الكعكة - القيم واحترام الآخر - خامس ابتدائي
الفصل الدراسي الأول
المحور الثاني: علاقاتي مع الآخرين
الفصل الدراسي الثاني
المحور الرابع: مسئولياتي تجاه نفسي وعالمي
١٤٢ المخورُ الرّابع: مَسْئُولِيَّاتِي تِجَاهَ نَفْسِي وَعَالَمِي قِطْعَةً مِنَ الكَعْكَةِ قطعة من قيمة العدل لا بد مِنْ وُجُودِ الحَقِّ وَالمُسَاوَاةِ مِنْ أَجْلِ تَحْقِيقِ العَدْلِ فِي المُجْتَمَع؛ فَلَا وُجُودَ لأَحَدِهَا دُونَ الآخَرِ. طلبت الأم مِنْ «نادية» أَنْ تُحْضِرَ لَهَا البَيْضَ مِنَ الثَّلاجَةِ، وَطَلَبَتْ من «دنيا» أَنْ تُجَهْزَ كُوبَيْنِ مِنَ الدَّقِيقِ، وَأَخْرَجَتْ هِيَ مِضْرَبَ البَيْضِ وَجَهزَتْ بَاقِي المُكَوِّنَاتِ فَالْيَوْمَ سَوْفَ يَخْبِرْنَ كَعْتَهُ فِي الفُرْنِ. وَقَالَتِ الأم لـ «نادية»: «أضيفي أَنْتِ المُكَوِّنَاتِ وَسَوْفَ تَمْزُجُهَا (دنيا) وَتَعْجِنَّهَا جَيْدًا». ا

عَبَسَتْ «نادية» وَسَأَلَتْ وَالِدَتَهَا: «لِمَاذَا تَقُومُ (دنيا) بِالأَعْمَالِ الكَبِيرَةِ فِي كُلِّ مرَّةٍ ؟ هَذَا لَيْسَ عَدْلًاا». ردت الأم بهدوءٍ: «هَلْ تَذَكَّرِينَ عِنْدَمَا كَانَتْ (دنيا) أَصْغَرَ سِنا؟ كُنْتُ أَطْلُبُ مِنْهَا مَهَامٌ بَسِيطَةٌ. أما الآنَ فَهِيَ تُسَاعِدُنِي فِي مَهَامٌ أَكْثَرَ صُعُوبَةٍ». سَكَتَتْ «نادية» قَلِيلًا ثُمَّ قَالَتْ: «هَذَا صَحِيحٌ يَا أُمي فَقَالَتِ الأُمُّ : وَهَذَا يَعْنِي أَنَّكِ عِنْدَمَا تَكْبُرِينَ قَلِيلًا، سَوْفَ تُسَاعِدِينَنِي فِي خَفْقِ البَيْضِ وَعَجْنِ المُكَوِّنَاتِ».. قَالَتْ «نادية»: «حَسَنًا يَا أُمي». ΙΕΡ

وَبَعْدَ انْتِهَاءِ «دنيا» مِنَ العَمَلِ المَطْلُوبِ، وَضَعَتِ الأُمُّ العَجِينَ فِي القَالِبِ، ثم وَضَعَتْهُ فِي الفُرْنِ وَقَالَتْ لَهُمَا أَحْسَلْتُمَا هَيًا لِنَفْرَأُ قِصَّةٌ قَصِيرَةً حَتَّى تنضج الكَعْتَهُ ثُمَّ نُزَيَّنَهَا». وَبَعْدَ قَلِيلٍ بَدَأَتِ الرَّائِحَةُ الزَّكِيَّةُ للكَعْكَةِ تَمْلَأُ أَرْكَانَ المَنْزِلِ، فَذَهَبَتِ الأُمُّ لِتُخْرِجَ الكَعْكَةَ مِنَ الفُرْنِ، ثُمَّ قَسَمَتِ الفَاكِهَةَ وَالكِرِيمَةَ بِالنِّسَاوِي بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ للبدء في تزيينها. ΙΕΕ

----- وَعِنْدَ وُصُولِ الأَبِ أَسْرَعَتِ البِنْتَانِ لِاسْتِقْبَالِهِ وَأَمْسَكَنَا بِيَدَيْهِ وَقَالَتا: «لَقَدْ صَنَعْنَا اليَوْمَ كَعْكَةٌ شَهِيَّةٌ.. سَنَتَنَاوَلُهَا مَعًا».. وَبَعْدَ العَشَاءِ أَحْضَرَتِ الأُمُّ الكَعْكَةَ وَاسْتَعَدَّ الأَبْ لِتَقْطِيعِهَا، فَقَالَتْ «نادية»: «أبي، إِنَّنِي أُرِيدُ قِطْعَةٌ مِنْ مُنْتَصَفِ الكَعْكَةِ!».. فَابْتَسَمَ الأَبُ وَقَالَ فِي هُدُوءٍ: «مِنْ حَقِّكِ يا (نادية) أَنْ تَخْتَارِي القِطْعَةَ الَّتِي تُرِيدِينَهَا. وَلَكَنْ، هَلْ فَكَّرْتِ فِي أَثَرِ ذَلِكَ عَلَى بَقِيَّهِ أَفْرَادِ الأَسْرَةِ؟». صَمَتَتْ «نادية» وَقَدْ بَدَتْ عَلَيْهَا عَلَامَاتُ عَدَمِ الفَهْمِ ، وَهُنَا فَسُرَتْ «دنيا» كَلَامَ الأَبِ فَقَالَتْ: «إِنَّكِ إِذَا أَخَذْتِ قِطْعَةٌ مِنْ مُنْتَصَفِ الكَعْكَةِ يَا (نادية) فَلَنْ تَكُونَ فِي بَاقِي القِطَعِ فَاكِهَةٌ وَهَذَا يُؤْثُرُ عَلَى حَقَّ الْآخَرِينَ». تَفَهُمَتْ «نادية» كَلَامَ أُخْتِهَا، فَقَالَتْ: «حَسَنًا». ثُمَّ ضَحِكَتْ وَهِيَ تَقُولُ: وَلَكْنِ اخْتَرْ لِي يَا أَبِي قِطْعَةٌ بِهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ: فَأَنَا أُحِبُهَا جِدًّا». فَضْحِكُوا جَمِيعًا. C ١٤٥


