حقيقة الأمر - أصول الفقه - ثالث ثانوي

الدرس الثالث والعشرون 150 23 ماذا سنتعلم تعريف الأمر. صیغه ما تقتضيه سيقه. بط الدريل الوطني حقيقة الأمر www...a تمهيد من الأحكام التكليفية الواجب والمندوب، ولا سبيل إلى معرفتهما إلا بمعرفة دلالة الطلب المعبر عنه بالأمر، فما الأمر؟ وما صيغه ؟ وما أحكامه؟ تعريفه لغة : ضد النهي فالأمر طلب الفعل، والنهي: طلب الترك. واصطلاحاً طلب الفعل على وجه الاستعلاء. شرح التعريف: . (طلب الفعل ) : خرج به النهي فهو طلب ترك . ( على وجه الاستعلاء) بأن يكون الأمر أعلى درجة من المأمور ، فيخرج بذلك ما يأتي: ا إذا كان الأمر مساويا للمأمور ، فهذا يسمى: الالتماس، كقولك لزميلك : ناولتي المصحف إذ كان الأمر صادراً من الأدنى للأعلى ويسمى الدعاء، كقولك: (رب اغفر لي). وزارة التعليم

صيغ الأمر للأمر عدة صيغ، منها : 1- فعل الأمر : كقوله تعالى: وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ ) . وقوله تعالى: ﴿ وَأَقِيمُوا الصَّلوةَ وَاتُوا الزكوة وازكعوا مع التركمين الله (2) ، وقوله للمسيء صلاته: (إذا قست إلى الصلاة فكر ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن ثم اركع حتى تطمئن راكما ) (3). 2 فعل المضارع المقترن بلام الأمر، كقوله تعالى: يُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن شَعَتِهِ وَمَن قَدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ، فَلْيُنفِقُ يما اللهُ اللهُ لَا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلَّا مَا ءَ انها سيجعل الله بعد عُرِيرًا ). وقوله : ( الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل) (5). 3 اسم فعل الأمر : كقوله تعالى: بَايُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لَا يَضُرُكُم مَّن ضَلَّ إِذا اهْتَدَيْتُم (9). وقولنا في الأذان الثابت بالسنة: (حي على الصلاة). 4. المصدر النائب عن فعل الأمر وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله : (لن ينجي أحداً منكم عمله ، قالوا ولا أنت يا رسول الله؟ قال: (ولا) أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة، سددوا وقاربوا وأغدوا وروحوا وشيء من الدلجة والقصد القصد تبلغوا)". (1) سورة الكهب الآية (27) (2) سورة البقرة الآية (43) (3) رواه البخاري برقم (224)، ومسلم برقم (397). (4) سورة الطلاق الآية (8) (5) رواه أبوداود برقم (485) (6) سورة الانده، الآية (105) ) رواه البخاري برقم (8098). الدرس الثالث والعشرون الأم وزارة التعليم (151

152) نشاط (1) بالتعاون مع زملانك ضع مثالين على كل صيغة من صيغ الأمر في الجدول الآتي: عمل الأمر الفعل المضارع المقترن بلام الأمر اسم فعل الأمر المصدر الكاتب عن فعل الأمر ما تقتضيه صيغة الأمر صيغ الأمر السابقة إذا وردت في الأدلة الشرعية تنقسم من حيث دلالتها على المطلوب إلى حالتين الحالة الأولى، أن يكون الأمر مقترناً بما يدل على أنه للوجوب أو لغيره، فلا خلاف بين علماء الأصول أنه يحمل على ما دلت عليه القرينة، ولذلك أمثلة: المثال الأول: قوله تعالى : ( وَأَقِيمُوا الصَّلوة (1) فهذا أمر مجرد . جاءت قرائن كثيرة تدل على أن هذا الأمر للوجوب منها: قوله تعالى وما سلككم في سفر (٢) قَالُوا لرنكين المُصلِينَ (٢) (2). فهذه قرينة تدل على أن الأمر في الآية السابقة للوجوب؛ حيث ذكر أهل النار أن أول أسباب دخولهم النار ترك الصلاة. المثال الثاني: أن يقترن بما يدل على الاستحباب كما في قوله ( صلوا قبل صلاة المغرب - قال في الثالثة – لمن شاء ) (3) فقوله : ( لمن شاء ) قرينة صارفة للأمر بالصلاة قبل المغرب من الوجوب إلى الاستحباب (1) سورة البقرة الآيه (13) (2) سورة المدثر الايتان (4243) (3) رواه البخاري برقم (1183). وزارة التعليم

الحالة الثانية : أن يرد الأمر مطلقاً ومجرداً عن القرائن الدالة على الوجوب أو غيره. وقد اختلف الأصوليون في هذه الحالة، والقول الصحيح الذي عليه جمهور العلماء من الأصوليين والفقهاء أن الأمر في هذه الحالة يدل على الوجوب، ولذلك أدلة كثيرة من الكتاب والسنة واجماع السلف: أولاً: الأدلة من القرآن الكريم (أ) قال الله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ مَكَّتَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعيشَ فَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ النَا وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صورتكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَكَةِ اسْجُدُ والآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّجِدِينَ (١) قَالَ مَا سَنَعَكَ أَلَّا نَسْجُدَ إِذْ أَمرند (2). نشاط (2) بين وجه الدلالة من الآية على أن الأمر المجرد عن القرائن يقتضي الوجوب (ب) وقال تعالى متوعداً مخالف أمر النبي فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن نُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَرْيُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيم (2) وجه الدلالة : أن الله تعالى توعد من خالف أمر النبي بالفتنة والعذاب الأليم، ومثل هذا الوعيد لا يكون إلا على ترك واجب ، وقد رتبه الله تعالى على مخالفة أمر النبي ، وإنما ذكر في الآية الأمر مجرداً ولم يقرنه ببيان أخر، فدل على أن الأمر المجرد يدل على الوجوب (جـ) وقال تعالى: وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَللا يا ) (3). (1) سورة الأعراف الأيمان (1-12). (2) سورة النورة الايه (163 (3) سورة الأحراب، الآية (36). وزارة التعليم الدرس الثالث والعشرون الأمر (153)

154 ووجه الدلالة أنه تعالى نفى أن يكون للمؤمنين خيار في الامتثال إذا ورد أمره تعالى وأمر رسوله . ووصف من خالف أمره بالعصيان والضلال المبين، فدل على أن الأمر المجرد عن القرائن يفيد الوجوب. ثانيا : الأدلة من السنة النبوية (أ) قوله قلة البريرة - وقد حقت تحت زوج لها مملوك وكرهته - الوراجعتيه، فقالت: أمرني يا رسول الله ؟ فقال . لا . إنما أنا شافع، فقالت: لا حاجة لي فيه ) (3). نشاط (3) بين وجه الدلالة من الحديث السابق على أن الأمر المجرد عن القرائن يقتضي الوجوب. (ب) قوله : ( ما أمرتكم به قانوا منه ما استطعتم وما نهيتكم عنه فاجش بود ) (2). ووجه الدلالة : أن الرسول الله علق الامتثال بالاستطاعة التي هي قاعدة لزوم التكليف، ولم يعلقه باختيارنا ، فدل على أن الأمر المجرد عن القرائن للوجوب. ثالثاً: الدليل من الإجماع: تكرر استدلال السلف - من الصحابة ومن بعدهم من التابعين - بصيغة الأمر (افعل) مجردة عن القرائن على الوجوب استدلالاً شائعاً من غير نكير. فأوجب ذلك العلم باتفاقهم على كونها حقيقة في الوجوب. كما لو صرحوا بذلك قولاً. رواه البخاري برقم (15283) ومسلم برقم (1337) (2) رواه البخاري برقم 172881، ومسلم برقم (1504). وزارة التعليم

التقويم س 1 وضح الفائدة من اشتراطهم في تعريف الأمر أن يكون على وجه الاستعلاء). س 2 بين صيغة الأمر فيما يأتي: الأمر - قال تعالى وأزكموا مع الراكبين ال..(1) قال تعالى: فَحَذَرِ الَّذِينَ يُخَالِقُونَ مَن أنهوا أن تصيبهم فتنةُ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَليم (2) - قال تعالى: (فإذا لقيتُه النه - قال تعالى: بنابها الذِينَ آمَنُواء يشركُم مِّن ضَلَّ إِذا اهْتَدَيْتُمْ) (9) س 3 دلل لما يأتي: ا وجوب الصلاة. ب استحباب السواك. ج- وجوب الصدق صيغته (1) مسيرة البقرة، الآية (43). (2) سورة النور الآية (63). 11) سورة محمد، الآية (4) (4) سورة المائدة الآية (1105 وزارة التعليم الدرس الثالث والعشرون الأمير (155)

156 مصادر . العدة في أصول الفقه، القاضي أبو يعلى محمد بن الحسين ابن الفراء ( المتوفى: 458هـ). ة المستصفى. أبو حامد محمد بن محمد الغزالي (المتوفى : 505هـ). الضروري في أصول الفقه، أبو الوليد محمد بن أحمد بن رشد القرطبي (المتوفى : 595هـ). مهارات حياتية التفريق بين خطابات الشارع من حيث وجود القرينة أو تجرده عنها، وملاحظة ذلك، ومعرفة الأثر المترتب عليهما من حيث كون الأمر للوجوب أو لغيره أمر له أهميته للمفتي وطالب العلم عند إصدار الحكم. وهذا يمتد بنا إلى فهم مخاطبات الناس أياً كانوا مسؤولين أو زملاء أو أقارب أو جيران، حينما يكون هناك لقاء أو احتفال أو طلب عمل ونحو ذلك. اترك إذا توجه الأمر الى واحد من الصحابة فإن غيره من الأمة يدخل ضمن هذا الأمر لأن الصحاب بعد وفاة النبي كانوا يرجعون إلى ما قضى به النبي على أعيان وأشخاص منهم، فيأخذون تلك الأحكام المعينة ويعممونها له ولهم، كرجوعهم في حد الزنى إلى قصة ماعز. وفي المفوضة إلى قصة بروع بنت واشق. ونحو ذلك. ولم يوجد منكر لذلك، فهذا يدل على تساوي الجميع في تلك الأحكام. وبناء على ذلك، فإن بقية الصحابة وسائر الأمة يدخلون في الخطاب الموجه إلى فرد منهم عن طريق اللفظ والنص ولا يخرجون الا بدليل ( الجامع لمسائل أصول الفقه وتطبيقاتها على المذهب الراجح (ص) (233) أ. د. عبد الكريم بن علي النملة). وزارة التعليم