الفتوى والاستفتاء - الفقه 1 - ثالث ثانوي

الدرس 3 الفتوى والاستفتاء رابط الدرس الرقمي www.ien.edu.sa يجب علـى مـن ليس بعالـم أن يسأل أهل العلم فيما أشكل عليه من أمر دينه؛ لقوله تعالى: ﴿ فَسْتَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (1) وإذا اختلف أهل العلم في مسألة معينة فعند ذلك إن استطاع أن ينظر في أدلة كل قول ، وكانت عنده قدرة على الترجيح بين الأقوال فيجتهد في معرفة الراجح من الأقوال، أما إن لم يكن مستطيعًا فيقلد من يثق في علمه ودينه . كما يفعل المريض يبحث عن من يثق في طبه وأمانته، ولا يجوز له أن يتبع الهوى فينتقي من الأقوال ما يوافق هواه، لقوله تعالى: ﴿ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سبيل الله (2) تعظيم شأن الفُتْيَا كان السلف رحمهم الله يتحاشون الفتيا ويودون أن غيرهم يكفيهم إياها ، وما ذلك إلا لعظم خشيتهم من الله سبحانه وتعالى وكمال علمهم بالكتاب والسنة، فقد قال الله تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْى بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَوْ يُنزِلَ بِهِ سُلْطَنَا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (31) وعن عبد الله بن عمرو ، أن النبي ﷺ قال: « إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد ، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق معلومة إثرائية ذكر ابن الجوزي عن بعض شيوخه أنه أفتى رجلا من قرية عالما اتخذ الناس رؤوسًا جهالا ، فسئلوا فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا » (4) بينه وبينها أربعة فراسخ ، فلما ذهب الرجل تفكر الشيخ فعلم أنه أخطأ، فمشى إلى الرجل فأعلمه أنه أخطأ، فكان بعد قال عبد الرحمن بن أبي ليلى: أدركت مئةً وعشرين من الأنصار من أصحاب ذلك إذا سئل عن مسألة توقف، وقال: ما في قوة أمشي أربعة رسول الله هل يسأل أحدهم عن المسألة، فيرد هذا إلى هذا، وهذا إلى هذا، حتى فراسخ. يرجع إلى الأول. وسئل الشعبي عن شيء فقال: لا أدري فقيل له: أما تستحي من قولك لا أدري وأنت فقيه العراق؟ قال: لكن الملائكة لم تستح حين قالت: سُبْحَنَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنا ) (5) (1) سورة النحل الآية 43 (3) سورة الأعراف الآية: 33. (5) سورة البقرة الآية 32 (2) سورة ص الآية: 26. (4) رواه البخاري برقم (100) ، ومسلم برقم (2673). وارق21 ليم Ministry of Education 2024 1446

وقال أبو حنيفة: من تكلم في شيء من العلم وتقلده وهو يظن أن الله عز وجل لا يسأله عنه: كيف أفتيت في دين الله؟ فقد سهلت عليه نفسه ودينه. وقال: ولولا الفَرَق من الله أن يضيع العلم ما أفتيت أحدًا ، يكون لهم المهنأ ، وعليَّ الوزر. وكان الإمام مالك يكثر من قول: لا أدري ، وسئل عن ثمان وأربعين مسألة فقال في اثنتين وثلاثين منها : لا أدري، وسئل عن فقال: لا أدري، فقيل: هي مسألة خفيفة سهلة، فغضب وقال ليس في العلم شيء خفيف. وسئل الشافعي عن مسألة فلم يجب، فقيل له، فقال: حتى أدري إن الفضل في السكوت أو في الجواب. وعن الأثرم: سمعت أحمد بن حنبل يكثر أن يقول: لا أدري، وذلك فيما عرف الأقاويل فيه. مسألة وزارة التعليم Ministry of Education 2024-1446 نشاط بالتعاون مع مجموعتك، تأمل في النصوص والآثار السابقة واستنتج منها آداب الفتوى . 22

التقويم عرّف الفقه لغةً واصطلاحًا. 2 من خلال دراستك للتعريف الاصطلاحي للفقه وشرحه ، كيف يمكننا التمييز بين الفقه وغيره من العلوم الأخرى ( الشرعية 5 6 8 9 وغيرها)؟ يخلط بعض الناس بين الشريعة والفقه، من خلال دراستك بين ما يأتي: أ- الفرق بين الشريعة والفقه. ب ما يمكن أن يدخله الخطأ منهما وما لا يمكن. ج السبب فيما تقول. كيف تجيب من سألك عن مبررات نشوء المدارس الفقهية واختلافها؟ إذا وقعت لك مسألة لا تعرف حكمها فمن تسأل؟ ولماذا؟ هل يتصور وقوع الخطأ من الفقيه؟ ولماذا؟ إذا أفتاك عالم بخلاف ما درست فكيف تعمل؟ ولماذا؟ تعددت وسائل الاتصال اليوم وتنوعت وكثر المفتون، فمن الأولى بالاتباع؟ ولماذا؟ هل ترى أن لاختلاف الفقهاء في الأحكام الشرعية مبررًا؟ وضح ما تقول بالأمثلة. 10 كان الإمام مالك يكثر من قول : لا أدري ، بم توحي لك هذه العبارة؟ 11 إذا كان في بلدك عالم مشهور يثق الناس بعلمه وفتاويه؛ لما عرفوا منه من قوة العلم والتثبت ، ثم جاء بعده عالم آخر في مكانة الأول وعلمه، فخالف العالم الأول في فتواه في بعض المسائل العلمية المشهورة ، فما موقفك من العالم الأول والثاني؟ وارة 23 ليم Ministry of Education 2024 1446

وزارة التعليم Ministry of Education 2024-1446 ملاحظات 24