قراءة نقدية لقصيدة معاصرة - الدراسات البلاغية والنقدية - ثالث ثانوي

قال علي بن محمد صيقل
ناصر العنزي
01:18
(4) 4 التقييم التعليقات المشاركة

ثانيًا : قراءة نقدية لقصيدة معاصرة رابط الدرس الرقمي www.ien.edu.sa الوحدة الثانية دراسات نقدية للدكتور صابر عبد الدايم (1) لقصيدة الشاعر علي بن محمد صيقل قال : علي بن محمد صيقل(2) : - 0 1 - يا أيُّـهـا الـعـربـي .. فـي زَمَن الرَّحيل لا تَسْقِهِ .. ماءَ التَّاوه والعويل 2 - هُوَ .. مِن جَـبـيـنِ الشَّـمـس مـولـود ومَسْكُوبٌ .. على الرمل الأصيل 3 - مُنذُ الولادة .. جاءَ .. وهاجا ومَسْكُونًا .. بــرَنَّـاتِ الصَّليلْ رة هَبَّ مجتازا دروب المستحيل لد 4 - ومِنَ المخاض الصعب .. مِن طَلق الظَّهي 5 ـ هو جَدُّكَ الـعـربـي هـذا القَادِمُ 6 - صحوا أتى .. مـثـل انـبـلاج الصُّبحِ الآتي مـــشــــدودًا موارًا .. المعبأ .. بالصهيل (4) إلى المجد الأثيل (3) ° 7 - کم سار مخترقا بحار الهم .. إلى الحلم الجميل 8 - لم يَتَّكِى يَومًا عَلَى الآهاتِ، لم يغْزِلْ شُموسَ النَّصْر مِن خَيطٍ هَزيل 9 - هذا توهجهُ عَلَى جُدران تاريخي إضاءات على الدرب الطويل 10 - وهنا ابتسَامَتهُ تُربِّعُ رَمْلَ شُطآني وذِي بَصَمَاتُهُ تَزْهو عَلَى سَعَف النَّخِيلْ نقد القصيدة قرأت هذه القصيدة عدة مرات، وفي كل قراءة يشرق في ذاتي ضوء جديد من عالم القصيدة الفني، وتلك الخاصية أهم ما يميز القصيدة الحديثة، فالشاعر علي محمد صيقل استطاع أن يطوع شعر الشطرين ( الموزون المقفى ( للرؤية الشعرية الجديدة، وهو بذلك يبرهن على أن الوزن والقافية لا يقفان في طريق نُموّ التجربة الشعرية ونضوجها، ويرد على من يدعي أن الحداثة الشعرية لا يحتويها إلا قالب الشعر المنثور وشعر التفعيلة. بتصرف . (1) د. صابر عبد الدايم شاعر وناقد مصري معاصر له عدد من الدراسات النقدية . (2) هو علي بن محمد صیقل ، شاعر سعودي معاصر ، له عدد من الدواوين الشعرية . (3) الأثيل : الأصيل . (4) موارًا : مندفعا اللغة العربية 153 التعليم Minis 2024 Education 6

ثانياً: قراءة نقدية لقصيدة معاصرة

قال علي بن محمد صيقل

شرح قال علي بن محمد صيقل

نقد القصيدة

شرح نقد القصيدة

242 *** ٠٨٤ وهكذا جاءت تجربة علي محمد صيقل انفعالا صادقًا، ولغة تركيبية، وصورة شعرية جديدة، وإيحاء مُشِعًا في كل اتجاه . فشاعرنا بَطَلُ تجرِبَتِهِ عربي منطلق من جبين الشمس في زمن الرحلة والبحث عن واقع فعال، وغد أكثر صلابة . هو من جبين الشمس مولود ومشكوبٌ عـلـى الــرمــل الأصيل منذ الولادة جَـــــــاء وهـــاجـــا ومسكُونًا بَرنَات الصَّليل ومن المخاض الصعب من طلق الظهير رة هب مجتازا دروب المستحيل و الأصالة هذه الهوية التي رسمها الشاعر ، تفصح عن إحساس واع بوظيفة الكلمة، ودور اللغة في تنامي التجربة الشعرية، فالشمس في دلالتها الشعرية هنا رَحِمٌ لبطل التجربة وهي في مدلولها الرمزي تعني والتوهج، بل والعطاء الذي يغمر الأرض بأسباب الحياة، والرمل هو الحبيب الظمآن لفيض الشمس، ولعطائها الممتد، وهذا التوهج المصاحب لقدوم الوجه الآتي، لا يقف عند حد الإحياء، وبث الخضرة في الوديان المجدبة، بل نلمح في عينيه بريق الصليل، وملامح المقاومة والتصدي لمن يقف في طريقه . والوظيفة النحوية لكلمة ( وهاجًا ) وهي في موقع الحال لا تنفصل عن في موقع الحال لا تنفصل عن الدلالة الشعرية والسياق العام للنص .. فالتوهج حركة .. وانفعال .. وتوثب .. وصراع .. ومقاومة .. وحياة . وحتى لا يقع الشاعر في دائرة ( الفخر الأجوف ) فيركب حصانًا من خشب ويحمل سيفًا من حطب، ويلوح مثل فرسان طواحين الهواء، نراه ينجو من هذا المأزق الذي وقع فيه كثير من الشعراء، ويصور لحظة المخاض الصعب ممتطيا صهوة هذا التعبير الجديد ) طلق الظهيرة والتعبير يعرض أمامنا لحظة المعاناة التي صاحبت هذا القادم في تشكله الجديد، وعبوره الدروب المستحيلة ويفصح الشاعر عن المقصود بتلك الصفات، وهذا الإفصاح أضر بالجو الشعري المحلّق، المتشبع بروح الأسطورة ، وعَبَق التاريخ، واستنهاض الحاضر، وإشراقات الغد . فالقارئ الجيد ليس في حاجة إلى إعطائه مثل هذه المفاتيح السهلة التي تصيب التجارب الشعرية بالعطب، فقد تعرفنا على المقصود بتلك الصفات، ونحن نتأمل رصد الشاعر لأبعاده الفنية، فالكلمة، والعبارة ،والصورة ،والإيحاء والخيال مقومات فنية تنطق بالمعنى المكنون في قلب الشاعر علي محمد صيقل . وربما يقول البعض إن الشاعر ما زال أسير القفص الرومانسي ، فهو يَجْتَرُّ ذكريات الماضي، أو هو يعيش في ظلال داكنة لزمان غَبر ، مبتعدا عن الواقع وزارة التعليم Ministry of Education 2024-1446 154

ثانياً: قراءة نقدية لقصيدة معاصرة

تابع نقد القصيدة1

شرح تابع نقد القصيدة1

الوحدة الثانية دراسات نقدية وهذا الاتهام - إن وجد - بعيد عن دائرة التأمل النقدي لعالم القصيدة ، فالشاعر يصور رحلة هذا المسافر في سنبلات الزمن المعطاء : هُو جَدُّك الـعـربـي هـذا القَادِمُ الآتي المعباً بالصهيل شدُودًا إلى المجد الأثيل الجميل صحواً أتى .. مِثْلَ انْـبــلاج الـصـبـح كَمْ سَارَ مُخترقا بحار الهم مَـــــــارًا إلى 6 إن الحركة هنا تفاعل مع حركة الزمن، فليس هنا سكون، وإنما انفعال وقدوم، وليس هنا هروب، وإنما إقدام ووثوب، وليس هنا سجن للحاضر في بريق الماضي وإنما خطوات الزمن القديم.. زمن التوهج الحضاري العربي والإسلامي تبعث من جديد، وتسمع أصداءها، وقد امتزجت بأحلامنا الكبيرة في صنع حاضر أَزْهَى، وغدِ أسمى . تأمل هذه التركيبات الشعرية في رصد حركة هذه الخطوات ومسيرة الجد العربي القادم إلى أحفاده : ) المعبأ بالصهيل - صحوا أتى - كم سار مخترقًا بحار الهم مواراً إلى الحلم الجميل - توهجه على جدران تاريخي إضاءات ) . ويصور الشاعر تلاقي الأزمنة، بل وتلاحقها وتكاثرها ؛ لتجسم صورة العربي الحضارية ليست الصورة الكائنة، ولكن ما يجب أن تكون كما كانت توهجا وصهيلا ،وركضًا، ورفضا. وفي اسم الإشارة (هذا) تجسيم لأثر الماضي في الواقع والمستقبل ( هذا توجهه وإذا كان التعبير بـ (هذا) يفصح عن الدلالة الزمنية للصورة الشعرية هنا، فإن التعبير بقوله : ( وهنا ابتسامته » يفصح عن الدلالة المكانية للأثر الحضاري الذي أحدثه هذا التوهج ، ( وجدران التاريخ ( تفصح عن إيقاع البقاء المتمثل في الآثار الباقية، التي شيدها الأجداد وسجلوها على جدران قصورهم ، ومساجدهم ومعاهدهم العلمية . أصالة الشاعر تكمن في هذه القدرة الشعرية على نحت معجمه الشعري من تضاريس بيئته، وتكوين صوره الشعرية من لبناتها. وتأمل معي هذه المفردات الشعرية بعد تأملك للتراكيب السابقة، ترى أن المفردة يزُفها شاعرنا إلينا في ثوب عربي بدوي : ( الرمل - رمل شطآني - يغزل شموس النصر - الخيط ـ سعف النخيل ) . اللغة العربية 155 ة التعليم Minis Education 2024 6

ثانياً: قراءة نقدية لقصيدة معاصرة

تابع نقد القصيدة2

شرح تابع نقد القصيدة2

242 *** ٠٨٤ ولا قيمة للمفردة في الشعر ما لم تصبح مع أخواتها لَبِنَاتِ بناءٍ شعري متماسك. وهذا ما وفق الشاعر إليه، وتبقى عدة مآخذ فنية لابد من ذكرها استجابة للأمانة النقدية وهي : أولا : البيت الأول فيه إبهام وخطابية ) ، ويمكن أن يعيد الشاعر صياغته بالطريقة التي يراها؛ حتى يتجنّب الوقوع في أسر الخطابية الشعرية؛ فالشعر كما تترجمه باقي أبيات القصيدة همس وانفعال وإيحاء. ثانيًا : آمل أن يبتعد الشاعر عن بعض الصور التي يسوقها في هيكل تقليدي، وهو قادر على إبداع الصور الجديدة، ومن هذه الصور التقليدية : ( بحار الهم .. لا تسقه ماء التأوّه والعويل ) . تدريبات 1 ـ من الذي يتحدث عنه الشاعر ؟ وهل ترى أن الشاعر قد أضرَّ بالجو الشعري حين أفصح عنه ولماذا ؟ 2 ـ يرى الناقد ضعف مطلع القصيدة من الناحية الفنية فما حجته في ذلك؟ وما رأيك الخاص بهذا الشأن ؟ 3 - حدد الشاعر هوية ذلك القادم . فما أبرز سمات تلك الهوية ؟ 4 ـ ما مدى دقة استعمال كلمة ( المعبأ ) في قوله : ( الآتي .. المعبأ .. بالصهيل) ؟ 5 - في القصيدة إشارات كثيرة تدل على أن هذه القصيدة من الشعر المعاصر فما تلك الإشارات ؟ 6 - ما الوظيفة النحوية لكلمة ( وهاجًا) في قوله : ( منذ الولادة .. جاء .. وهاجا ) ؟ وما دورها في إغناء المعنى ؟ 7 - تضمنت القصيدة عددًا من الصور الخيالية التي عرضها الشاعر عرضًا سريعًا ، اذكر بعضًا منها ، مع ذكر رأيك النقدي في جمال تلك الصور. (1) المراد بالخطابية : خروج الشاعر في أسلوبه من عالم الشعر ولغته الخاصة المميزة التي تقوم على الشفافية والرقة والعذوبة إلى لغة الخطابة ( يا أيها ) التي تتصف بالقوة والوضوح والمباشرة، أما الإبهام فقد جاء مع حذف ما يعود عليه الضمير ( لا تسقه ـ هو .. ) . وزارة التعليم Ministry of Education 2024-1446 156

ثانياً: قراءة نقدية لقصيدة معاصرة

تابع نقد القصيدة3

شرح تابع نقد القصيدة3

من الذي يتحدث عنه الشاعر

شرح من الذي يتحدث عنه الشاعر حل من الذي يتحدث عنه الشاعر

حدد الشاعر هوية ذلك القادم

شرح حدد الشاعر هوية ذلك القادم حل حدد الشاعر هوية ذلك القادم

ما مدى دقة استعمال كلمة المعبأ

شرح ما مدى دقة استعمال كلمة المعبأ حل ما مدى دقة استعمال كلمة المعبأ

ما تلك الإشارات

شرح ما تلك الإشارات حل ما تلك الإشارات

ما الوظيفة النحوية لكلمة وهاجاً

شرح ما الوظيفة النحوية لكلمة وهاجاً حل ما الوظيفة النحوية لكلمة وهاجاً

اذكر بعضاً منها مع ذكر رأيك النقدي

شرح اذكر بعضاً منها مع ذكر رأيك النقدي حل اذكر بعضاً منها مع ذكر رأيك النقدي
التعليقات
لم يتم إضافة أي تعليقات حتى الآن.

الرجاء تسجيل الدخول لكتابة تعليق