من مباحث علم البلاغة - الدراسات البلاغية والنقدية - ثالث ثانوي

ثالثاً: فوائد دراسة البلاغة
عبد الله محسن
01:24
(10) 3.8 التقييم 3 التعليقات المشاركة

رابط الدرس الرقمي www.ien.edu.sa أولا : منزلة البلاغة بين علوم اللغة العربية البلاغة إحدى علوم اللغة العربية، التي تتآخى لتصون الكلام من اللحن والخطأ، وتضفي عليه صبغة الجمال والبهاء. وللبلاغة بين هذه العلوم منزلة رفيعة سامية ؛ لأنّها تُعنى بأداء الكلام للمعنى المراد وفق أدق عبارة، وأجمل بناء. ولئن كان علم الصرف يُعنى ببنية الكلمة وهيئتها ووزنها، وعلم النحو يُعنى بصحة تركيب العبارة وفق قواعد اللغة؛ فإنّ البلاغة تبني على تلك الصحة قواعدها ليكون الكلام وافيًا بغرضه، مؤديا لمعناه، مؤثرًا في متلقيه. إنّ البلاغة لا تنظر في كلام خالف قواعد الصرف والنحو، فلا تعده كلامًا فصيحا، ولا بناءً جميلا؛ إذ هي تعتمد على هذين العلمين وتقرّ ما أقراه ولكنّها لا تقف عند هذا بل تتجاوزه إلى النظر في العبارة الصحيحة لغويَّا، وتبحث عن أمثل الألفاظ، وأدقّ العبارات، وأجمل الأساليب 242 2Ye ثانيًا : صلة البلاغة بعلوم الشريعة للبلاغة صلة وثيقة بعلوم الشريعة المختلفة، وتبرز صلتها واضحة ظاهرة في تفسير كتاب الله الكريم، حيث نشأت خدمة له، وكشفًا لأسراره ودلائل إعجازه . بل إنّ علم البلاغة قد عُدّ من علوم القرآن الكريم؛ إذ هو وسيلة المفسِّر وآلته التي يستعين بها على معرفة أسرار الكتاب العزيز وأبعاد معانيه، ودلالات ألفاظه . وقد تنبه كثير من المفسرين المتقدمين والمتأخرين إلى ذلك، فكانت كتبهم في تفسير كتاب الله تزخر بالكثير من الوقفات البلاغية، التي تربط بين مسائل البلاغة وشواهدها . كما استنبطوا العديد من المسائل من خلال النظر في الكتاب المعجز. البلاغية، ومما يؤكّد هذه الصلة الوثيقة أنّ العرب القدماء كانوا أهل بلاغة وبيان، فلما جاء القرآن بهروا ببلاغته، وعجزوا عن الإتيان بمثله، فكانت دراسة هذا الإعجاز ، والتعرّف على أسراره مهمة البلاغة. وزارة التعليم Ministry of Education 2024-1446 722 10 10

الموضوع الأول: من مباحث علم البلاغة

أولاً: منزلة البلاغة بين علوم اللغة العربية

شرح أولاً: منزلة البلاغة بين علوم اللغة العربية

ثانياً: صلة البلاغة بعلوم الشريعة

شرح ثانياً: صلة البلاغة بعلوم الشريعة

الوحدة الأولى دراسات بلاغية أما علم الحديث فليس ببعيد عن التفسير؛ إذ ظهرت في كتب الحديث وشروحه ثروة علمية بلاغية، بعد نظر العلماء الفاحص في ألفاظ الحديث الشريف وأسرار عباراته ؛ رغبة منهم في معرفة بلاغته، واستنباط الأحكام الصحيحة، التي لا يمكن الوصول إليها إلا بالفهم الدقيق للعبارة. وفي علم العقيدة ظهر للبلاغة أثر فاعل في الردّ على أهل التأويل الخاطئ، الذين يحتاج الردّ عليهم إلى معرفة بقواعد البلاغة وطرقها ؛ ليكون الردّ عليهم وتصحيح أخطائهم بالأداة نفسها التي استعملوها . وكان في علم أصول الفقه موضوعات مشتركة مع موضوعات علم البلاغة ومسائله؛ فقد كان الأصولي يبحث في دلالات النصوص الشرعية على الأحكام، وهذا يدعوه إلى النظر في الدلالة الدقيقة للنص. ولهذا كان في كتب هذا العلم الكثير من مسائل البلاغة الصِّرْفَة؛ كالخبر والإنشاء، والأغراض البلاغية التي يخرج إليها الكلام عن معانيه الأصلية، والحقيقة والمجاز، وغير ذلك . ولهذا كان لهذه العلوم وعلمائها - مع ما كتبه العلماء في علوم العربية الأخرى ـ أثر بالغ في نشأة البلاغة العربية . ثالثًا : فوائد دراسة البلاغة 1 - تعين على معرفة معاني القرآن الكريم ، وفهم دلالات ،ألفاظه، وأسرارها ، والكشف عن بعض أسرار إعجازه . 2 - تنمّي مَلَكَة الكتابة والتعبير عن المعنى المراد، بأقرب طريق وأجمل بيان . 3 - تنمي القدرة على نقد الكلام، ومعرفة أسباب الإساءة والإحسان فيه . 4 - تنمّي الإحساس بالجمال الفني، وتزيد من مستوى الذائقة الأدبية . رابعا : البلاغة في اللغة والاصطلاح 1 - البلاغة في اللغة : لعلك تدرك أنك إذا أردت أن تخبر بوصولك إلى بيتك أو إلى المدرسة فإنك تقول : « بلغت بيتي»، و بلغت المدرسة». وكذلك فإنك حين تريد الإخبار بأنك انتهيت إلى تحقيق أمنيتك أو هدفك فإنك تقول على سبيل المثال : « بلغت غايتي ) ، أو : بلغت نهاية المرحلة الثانوية ، أو : بلغت رضا (والديّ ) . ومن هذه الأمثلة تعرف أن مادة « بَلَغَ » في اللغة العربية تأتي بمعنى « الوصول والانتهاء إلى الغاية»، وأنّ كل كلمة مشتقة من هذه المادة تحمل شيئًا من هذه المعاني . وهذا هو الأصل اللغوي لكلمة « البلاغة » اللغة العربية 11 و التعليم Minis ut Education 2024 6

الموضوع الأول: من مباحث علم البلاغة

تابع صلة البلاغة بعلوم الشريعة

شرح تابع صلة البلاغة بعلوم الشريعة

ثالثاً: فوائد دراسة البلاغة

شرح ثالثاً: فوائد دراسة البلاغة

البلاغة في اللغة

شرح البلاغة في اللغة

2 - البلاغة في الاصطلاح حين يُعجب أحد منا بكلام ما فإنه يصف المتكلّم قائلًا: «هذا متكلم بليغ»، وقد يصف الكلام ذاته فيقول : ( هذا كلام بليغ . وهذا يعني أنّ هذا الكلام قد اكتسب صفة حسنة، وأنّ سامعه أو قارئه قد استمتع به واستحسنه . كما أنه يعني أنّ هذا الكلام قد وصل إلى ذهن متلقيه، أو أنّ المتكلّم قد استطاع أن يوصله إلى المخاطَب . ولعلك بهذا قد أدركت العلاقة الوثيقة بين المعنى اللغوي لمادة ( بلغ ) الذي تحدثنا عنه، وبين المعنى الاصطلاحي الذي نفهمه من وصف كلام ما بالبلاغة، فالكلام لا يوصف بالبلاغة إلا إذا وصل إلى المتلقين بسهولة ويسر، مقرونا بالسرور والإعجاب . ويؤكد هذه المعاني ما نجده في نفوسنا من لذة وإصغاء حين نستمع إلى خطبة بليغة، يلقيها خطيب ما مفوَّه، يجذب الأسماع إليه، ويحفزك على قبول ما يقدّمه إليك . ومثل ذلك نجده في نفوسنا حين نقرأ قطعة أدبية جميلة، أو قصيدة محلقة بديعة. لكننا لو بحثنا عن سرّ هذا التأثر والإعجاب، فإننا سنجد مردّه إلى أمرين رئيسيين : الأول : أنّ هذا الكلام كلام فصيح، لم يتطرّق إليه خطأ، ولم تَشُبه شائبة، ولم تعكر صفوه عبارةٌ نشاز، أو لفظة شاذة، وهذا هو ما يطلق عليه البلاغيون ( الفصاحة ) . الآخر: أن هذا الكلام قد ناسب أحوالنا، وأثر في نفوسنا، وهو ما يطلق عليه البلاغيون (مراعاة مقتضى الحال ) . ونخلص من هذا أن البلاغة في اصطلاح البلاغيين هي : ( مطابقة الكلام لمقتضى الحال، مع فصاحته ) . وزارة التعليم Ministry of Education 2024-1446 فصاحته. الخــلاصــــــــــــة البلاغة في اللغة: الوصول والانتهاء إلى الغاية. وفي الاصطلاح مطابقة الكلام لمقتضى الحال : 242 *** ٠٨٤ 12

الموضوع الأول: من مباحث علم البلاغة

البلاغة في الاصطلاح

شرح البلاغة في الاصطلاح

خلاصة درس البلاغة

شرح خلاصة درس البلاغة
التعليقات
لم يتم إضافة أي تعليقات حتى الآن.

الرجاء تسجيل الدخول لكتابة تعليق