يمكن تعريف الواقع الافتراضي بشكل مبسط بأنه تجسيد ( تخيلي بوسائل تكنولوجية متطورة للواقع الحقيقي ، لكنه ليس حقيقيا، بحيث يعطينا إمكانيات لا نهائية للضوء والامتداد والصوت والإحساس والرؤية واضطراب المشاعر كما لو أننا في الواقع الفيزيائي الطبيعي فهي مرحلة أساسها نظم المحاكاة الرقمية ، إنها المعلومات وهي تعمل متجسدة في هيئة كائنات افتراضية يتفاعل معها المستفيد .
ولعل أشهر شاهد على هذا هو محاكي الطيران ، وهو نظام أرضي شبيه بغرفة قيادة الطائرة يستخدمه الطيارون الجدد ويحاكي كل ما يحدث أثناء الطيران، وبدلا من نافذتها الأساسية توجد شاشة عرض متصلة بجهاز حاسوب يتضمن بيانات عن محركات الطائرة وحركتها في الجو، ومسارات الرحلات الجوية . وطبيعة الأجواء والأراضي التي تمر بها ، وكذلك الإقلاع والهبوط ، وغيرها .
ويتولى الحاسوب الاستجابة لحركات الطائرة ( المحاكي) في مختلف أوضاع الطيران الإقلاع والتحليق والهبوط ، وكل ما قد تواجهه الطائرة من ظروف جوية وأرضية ومشكلات ميكانيكية ، وغيرها . أما الطيران الحربي فيتضمن أيضا الهجوم والمناورة واطلاق الصواريخ والقنابل .
والآن دعونا نتخيل نافذة محاكي الطيران وقد تحولت إلى نظارة مركبة على خوذة متصلة بجهاز حاسوب يرتديها الشخص ، ويتغير شكل ما يعرض على عدستي هذه النظارة ( شاشتها ) مع تغير حركة الرأس فيجد نفسه وكأنه بالفعل يتجول في غابة يمر من بين أغصان أشجارها ويصعد ويهبط فيها أو يزور قصرا فيتجول في مميزاته ويدخل غرفه ، فتغريه واقعية ما يراه بالجلوس على إحدى الأرائك .
وتشمل نظم الواقع الافتراضي أيضا القفاز الحساس والبذلة الحساسة ، وبغض النظر عن أشكال الواقع الافتراضي وطرق التعامل معه تظل الفكرة الأساسية للتقنية الافتراضية هي مفهوم الانغماس في عوالم مشيدة من الأرقام والرموز وبطريقة تلغي إدراكنا لعدم واقعية تلك العوالم ويتولد الشعور بالانغماس بسبب عوامل متعددة منها : خداع الحواس وتوليد الاشكال المجسمة ثلاثية الأبعاد وردود فعل النظام استجابة لحركة الرأس أو العين أو الجسد أو الأطراف أو الأصابع.
ويحذر البعض من أن العوالم الافتراضية قد تؤدي إلى وقوع مستخدميها في فخ اللجوء إلى الوهم هربا من الواقع ومشكلاته ، ويمكن أن تؤدي إلى تعويد الأشخاص ، وخاصة صغار السن على ممارسة العنف في تلك المعارك الوهمية التي يلمسها الواقع الافتراضي ، ويرى آخرون أن إيجابيات الواقع الافتراضي هي تعميق معرفتنا وتوسيع معرفتنا بعالمنا ، والمساهمة في تنمية القدرات الذهنية.