لا تقتصر تأثيرات الوحدة والعزلة الاجتماعية على الجانب النفسي فقط، بل تتجاوزها إلى صحة العقل والقلب وتراجع المناعة والقدرة على مقاومة المرض، وصولا إلى زيادة خطر الموت بنحو 26 % لدى كبار السن، وفق تقرير السياسات العامة والشيخوخة الصادر مطلع العام الحالي، والذي لفت الانتباه إلى أن الروابط الاجتماعية الضعيفة تضاهي في خطرها على الصحة ضعف خطر السمنة أو تدخين ١5سيجارة يوميا كما أن الأشخاص المعزولين اجتماعيا يزيد تعرضهم للاكتئاب والخرف بنحو 3 أضعاف أو أكثر مقارنة بغيرهم.
والارتباط بين العزلة وزيادة التسبب في الوفاة نتيجة ميل الأشخاص المعزولين إلى عادات صحية خاطئة، مثل الإكثار من التدخين وإهمال الرعاية الصحية، كإهمال الشعور بالاكتئاب مثلا، بجانب عوامل اجتماعية واقتصادية أخرى.
و قد خلق البشر ليعيشوا في جماعات، وهو السلوك الذي أصابه خلل كبير في الآونة الأخيرة بسبب الصناعة ونمط الحياة المدنية المعاصرة، التي أسهم وجهها السلبي في زيادة العزلة والوحدة بين أفراد المجتمع، فقد أصبح الفرد مشغولا بعمله ومتطلباته الحياتية، مهملا الجانب الاجتماعي والتواصل مع العائلة والأصدقاء.
و لذا هدف العلاج الاجتماعي إلى رفع المهارات الاجتماعية من خلال برامج تعليمية عن الصداقة، وإستراتيجيات تنمية التصرف الاجتماعي، وزيادة فرص التفاعل من خلال أنشطة النقل وتوصيل الوجبات للمنازل، وبواسطة استخدام تكنولوجيا الإنترنت والألعاب والأنشطة التفاعلية.