أول صورة فوتوغرافية التقطت في الوطن العربي كانت في مصر بحضور محمد علي باشا سنة 1839، أي بعد أربعة أشهر من إيداع ( دايجر ) اختراعه آلة التصوير إلى أكاديمية العلوم في فرنسا، وكان هذا في الإسكندرية ومنها انطلقت أول مجموعة مصورين فرنسيين إلى الشام وفلسطين، وقد دفعت كتب الرحلات التي نشرها المستشرقون الأوربيون المصورين إلى اكتشاف العالم العربي. نعم تغيرت الوسيلة حيث انتقل المستشرق من القلم والريشة إلى آلة التصوير، لكن مع الأسف حافظ على الرؤية نفسها للعرب، وبخاصة الجيل الأول من المصورين فقد بقيت إما نظرة استعلائية وإما إعجابية، يقول بونفيس يعلق على ما رآه في بيروت في كتابه- ذكريات المشرق – الذي جمع الكثير عن التصوير والوطن العربي في ذلك العصر : كل شيء يبدو ثابتا في الشرق حتى في التفاصيل الدقيقة عشرون قرنا مرت دون أي تغيير في الشكل أو الديكور في هذه الأرض الفريدة لذا علينا العمل بسرعة للتمتع بهذه المناظر فالتقدم سوف ينهي هذه المشاهد أو يدمرها والمدنية التي تدخل في كل منحى من مناحي الحياة سوف تنهي في هذه البلاد كما أنهت في بلاد أخرى خصوصيتها.