1. هذا المثل الجميل يستخدم في كافة الأقطار العربية - ونتداوله فيما بيننا بطريقة دورية منتظمة- غير أنني شخصيا أكتشف (بعد ثلاثين عاما من شراء الكتب أنه مثل مخادع وغير صحيح ويصب في مصلحة الناشر، ففي مناسبات كثيرة يجذبنا «العنوان» ثم نفاجأ في المنزل بتفاهة الكتاب وثقل دم المؤلف (حتى أصبحت على قناعة بأنه كلما زادت جاذبية العنوان، ضحلت مادة الكتاب، ويعود السر هنا إلى أن العناوين يتم انتقاؤها بمعزل عن مادة الكتاب، وتصاغ بطريقة جذابة لرفع نسبة التوزيع والمبيعات.
2. وفي ظل المنافسة المحمومة بين دور النشر لم تعد العناوين تعكس جودة وأصالة الفكر بقدر ما تعكس مهارة التسويق وتراجع المؤلف أمام ضغوط الناشر.
3. ﻳﻘﺒﻞ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﻗﺘﻨﺎﺀ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻋﻨﺎﻭﻳﻨﻬﺎ ويغلب عليهم ﺍﻟﻈﻦ ﺃﻥ ﻋﻨﻮﺍﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﻣﺤﺘﻮﺍﻩ، ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﺨﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﺷﺮﺍﺀ ﺍﻟﻜﺘﺐ يدرك ﺄﻧﻪ ﻛﻠﻤﺎ ﺯﺍﺩﺕ ﺟﺎﺫﺑﻴﺔ ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ ﺿﺤﻠﺖ ﻣﺎﺩﺓ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ، ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﺗﺴﻌﻰ ﺑﻌﺾ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺇﻟﻰ ﺗﺸﺠﻴﻊ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﻤﻤﻴﺰﺓ ﻭﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﻤﺴﺎﺑﻘﺎﺕ ﻟﻄﺮﺡ ﺍﻟﻌﻨﺎﻭﻳﻦ ﺍﻟﻐﺮﻳﺒﺔ لكونها ﺃﻛﺜﺮ ﺇﻏﺮﺍﺀ ﻟﻠﺸﺮﺍﺀ ﻭﺃﻛﺜﺮ ﺗﺸﺠﻴﻌﺎ ﻟﻠﻘﺮﺍﺀﺓ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﺎﺋﺰﺓ ﻻ ﺗﻀﻤﻦ ﺗﻤﻴﺰ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺃﻭ ﺑﺮﺍﻋﺔ ﻛﺎﺗﺒﻪ ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺗﻀﻤﻦ ﺭﻓﻊ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﻤﺒﻴﻌﺎﺕ.
4. ﻭﻻ ﺗﺨﻠﻮ ﻛﺘﺒﻨﺎ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻨﺎﻭﻳﻦ ﺍﻟﻐﺮﻳﺒﺔ، فهناك عناوين كثيرة، منها "ﻫﻮﺍﺗﻒ ﺍﻟﺠﺎﻥ "ﻟﻠﺤﺎﻓﻆ ﺍﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭ" ﻣﻌﺠﻢ ﻣﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ" ﻟﻠﻌﺴﻜﺮﻱ، و"ﻋﻘﻼﺀ ﺍﻟﻤﺠﺎﻧﻴﻦ" ﻟﻠﻨﻴﺴﺎﺑﻮﺭﻱ ﻭﺃﺧﻴﺮًﺍ " ﻓﻀﻞ ﺍﻟﻜﻼﺏ ﻋﻠﻰ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻤﻦ ﻟﺒﺲ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ".
صيغة مشابهه/
يقبل كثير من الناس على اقتناء الكتب بالنظر إلى عناوينها، ويغلب عليهم الظن أن عنوان الكتاب يعبر عن محتواه . غير أن الخبير في شراء الكتب يدرك بأنه كلما زادت جاذبية العنوان ضحلت مادة الكتاب، ويعود السر هنا في أن العناوين يتم اقتناؤها بمعزل عن مادة الكتاب، وتصاغ بطريقة جذابة لرفع نسبة التوزيع والمبيعات. وفي ظل المنافسة المحمومة بين دور النشر لم تعد العناوين تعكس جودة الفكر وأصالته بقدر ما تعكس مهارة التسويق وتراجع المؤلف أمام ضغوط النشر. ومن المعروف أن عنوان الكتاب يأتي في المركز الأول من حيث التأثير على قرارات المشترين، في حين يأتي الغلاف ثم الفهرس في المركزيين التَاليين؛ وعلى هذا الأساس تسعى بعض دور النشر إلى تشجيع الأفكار المميزة وتنظيم المسابقات لطرح العناوين الغريبة كونها أكثر إغراء للشراء وأكثر تشجيع ا للقراءة. ومن الواضح أن الجائزة لا تضمن تميز الكتاب أو براعة كاتبه في حين تضمن رفع نسبة المبيعات. ولا تخلو كتبنا العربية من العناوين الغريبة فهناك عناوين كثيرة منها "هواتف الجان " للحافظ ابن أبي الدنيا و"معجم ما تبقى من الأشياء " للعسكري، و"عقلاء المجانين" للنيسابوري وأخير ا "فضل الكلاب على كثير ممن لبس الثياب".