"عمل الأطفال زاد الطين بلة... السلع باهظة الثمن" ماذا يقصد الكاتب بهذه العبارة؟- أسئلة القدرات

عمل الأطفال

تترك ظاهرة تشغيل الأطفال أثارا سلبية تنعكس على المجتمع بشكل عام وعلى الأطفال بشكل خاص، ولقد أخذ هذا الاستغلال أشكالا عديدة أهمها تشغيل الأطفال وتسخيرهم في أعمال غير مؤهلين جسديا ونفسانيا للقيام بها، مما يضع أعباء ثقيلة علي الطفل ويهدد سلامته وصحته ورفاهيته، إنه العمل الذي يستفيد من ضعف الطفل وعدم قدرته عن الدفاع عن حقوقه، العمل الذي يستغل عمل الأطفال كعمالة رخيصة بديلة عن عمل الكبار، العمل الذي يستخدم وجود الأطفال ولا يساهم في تنميتهم، العمل الذي يعيق تعليم الطفل وتدريبه ويغير حياته ومستقبله.
هناك العديد من الاتفاقيات الدولية قد جرمت بدورها الاستغلال الاقتصادي للأطفال؛ حيث أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1989 اتفاقية حقوق الطفل التي عرفت الطفل بأنه: كل إنسان لم يتجاوز الثامنة عشرة من عمره، وأكدت على ضرورة السعي لحماية الطفل من الاستغلال الاقتصادي، ومن أداء أي عمل يرجح أن يكون خطرا أو يمثل إعاقة لتعليمه أو ضررا بصحته أو بنموه البدني أو العقلي أو الروحي أو المعنوي أو الاجتماعي، وأوجبت على الدول الأطراف فيها اتخاذ التدابير التشريعية والإدارية والاجتماعية والتربوية التي تكفل هذه الحماية.
لابد من النظر بعين الاعتبار إلي أن عمالة الأطفال ليست بسبب اقتصادي فقط وإنما لوجود قضايا ثانوية أخري منها الطبقة الاجتماعية التي ينتمي لها الطفل، وفي المجتمعات النامية دائماً يقولون: إن الأطفال الفقراء لهم الحق أن يعملوا لأنهم فقراء, والمتأمل وراء عمل أسباب عمل الأطفال والدافع وراء ذلك نـجد الفقر ليس هو السبب الرئيس لكثير من الأسر إلا أن بعض الأسر تدفع أطفالهم للعمل رغم أنهم أسر متوسطة الحال، وذلك لتعويدهم علي العمل منذ نعومة أظافرهم. إلا أن هذا الأمر يحمل خطورة كبيرة؛ حيث يحرم الأطفال من الاستمتاع بطفولتهم ويعتبرون أطفال شوارع، وبعض الأهالي أصبح تقليدا لديهم أن يعمل أطفالهم، وما زاد الطين بلة أن هذه الفئة أصبحت تطمع في منتجات باهظة الثمن. ومن الصور السيئة أيضا، عمل الأطفال في الشوارع، وهم ليسوا أطفال شوارع كما يشاع في بيع الزهور أو تنظيف الشوارع أو حمل الأمتعة للناس ليعودوا في نهاية اليوم إلى الأحياء الفقيرة التي يسكنوها مع ذويهم..
أما بالنسبة لأطفال الريف, فهم يعملون بالزراعة، وقد يكون عملهم في سن مبكر جداً يؤدي بهم إلي ترك التعليم والتفرغ بشكل كبير للعمل في الحقول والمزارع، وأطفال المدن يعملون في الورش والمصانع بشكل كبير، ويؤدي عمل الأطفال إلي أن يكون في أيدي الأطفال الأموال الكثيرة، وتلك في حد ذاتها تجعل الطفل غاية أمله أن ينفق تلك الأموال في شراء السلع الاستهلاكية باهظة الثمن فكأنه لا طائل من وراء عمله.
وليس ترك الذكور فقط للتعليم وانخراطهم في العمل مقتصر عليهم وحدهم, فهناك أسر كثيرة قد أخرجت بناتها من التعليم بداعي الفقر أو بسبب العادات والتقاليد في بعض المجتمعات التي تحرم البنات من التعليم.