لو عرف المحسود ما للحاسد عنده من يد، وما أسدى إليه من نعمة، لأنزله من نفسه منزلة الأوفياء المخلصين، ولوقف بين يديه تلك الوقفة التي يقفها الشاكرون بين أيدي المحسنين، لا يزال صاحب النعمة ضالا عن نعمته، لا يعرف لها شأنا، ولا يقيم لها وزنا، حتى يدله الحاسد عليها بنكرانها، ويرشده إليها بتحقيرها، والغض منها، فهو الصديق في ثياب العدو، والمحسن في ثياب المسيء، وجه الحاسد ميزان النعمة ومقياسها، فإن أردت أن تزن نعمة وافتك فرم بها في فؤاد الحاسد، ثم خالسه نظرة خفيفة، فحيث ترى الكآبة والهم فهناك جمال النعمة وثناؤه، أنا لا أعجب بشيء كعجبي لهذا الحاسد ينقم على محسوده نعم الله عليه، ويتمنى لو لم تبق له واحدة منها وهو لا يعلم أنه في هذه النقمة، وفي تلك الأمنية قد أضاف إلى المحسود نعمة هي أفضل من كل ما في يديه من نعم، فوجه الحاسد ميزان النعمة ومقياسها.
صيغة أخرى:
الحسد هو شعور عاطفي بتمني زوال قوة أو إنجاز أو ملك أو ميزة من شخص آخر والحصول عليها أو يكتفي الحاسد بالرغبة في زوالها من الآخرين. وهو بخلاف الغبطة فإنها تمني مثلها من غير حب زوالها عن المغبوط. فالإنسان يظل غافلا عن النعمة إلى أن يأتي الحسود ويذمها ويعيبها فيتعرف عليها الإنسان ويدرك كم من نعمة كان ينعم بها ولم يدرك فضلها . فالحسود يدعي أنه صادق في نصيحته وهو ليس بصادق . وإذا ما أراد إنسان أن يتعرف على قدر النعم التي بين يديه فليختلس الكلام مع شخص حسود ليعرف كم من نعمة بين يديه لا يراها.
صيغة ثالثة:
لا يزال صاحب النعمة ضالا عن نعمته، لا يعرف لها شأنا، ولا يقيم لها وزنا، حتى يدله الحاسد عليها بنكرانها، ويرشده إليها بتحقيرها، و الغض منها، فهو الصديق في ثوب العدو، والمحسن في ثوب المسيء.
أنا لا أعجب لشيء عجبي لهذا الحاسد، ينقم على محسوده نعم الله عليه، ويتمنى لو لم تبق له واحدة منها، وهو لا يعلم أنه في هذه النقمة وفي تلك الأمنية قد أضاف إلى محسوده نعمة هي أفضل من كل ما في يديه من النعم.
وجه الحاسد ميزان النعمة ومقياسها ، فإن أردت أن تزن نعمة وافتك فارم بخيرها في فؤاد الحاسد، ثم خالسه نظرة خفيفة، فحيث ترى الكآبة والهم فهناك جمال النعمة و سناؤها - ليس بين النعم التي ينعم الله بها على عباده نعمة أصغر شأنا وأهون خطراً من نعمة ليس لها حاسد فإن كنت تريد أن تصفو لك النعم فقف بها في سبيل الحاسدين، وألقها في طريق الناقمين، فإن حاولوا تحقيرها وازدراءها، فاعلم أنهم قد منحوك لقب "المحسود" فليهنا عيشك وليعذب موردك.