أبو الأسود ظالم بن عمرو بن سفيان الدؤلي الكناني، ولد قبل الهجرة بـ (١٦) سنة، وتوفي سنة (٦٩) هـ. من سادات التابعين، وأعيانهم، وفقهائهم، وشعرائهم، ومحدثيهم، ومن الدهاة حاضري الجواب. وهو كذلك أول من وضع علم النحو في اللغة العربية، وشَكَّل المصحف، ووضع النقاط على الأحرف بأمر من الإمام علي بن أبي طالب، وشهد معه وقعة صفين. وكان له جار يشتكي منه فباع داره، فقال له الناس: أتبيع دارك؟ قال بل بعت جاري. أصيب بالفالج، فكان يجر رجله عندما يذهب إلى السوق. وكان موسراً ذا عبيد وإماء، فقيل له: قد أغناك الله عز وجل عن السعي في حاجتك، فلو جلست في بيتك، فقال: لا، ولكني أخرج وأدخل فيقول الخادم: قد جاء، ويقول الصبي: قد جاء، ولو جلست في البيت فبالت علي الشاة ما منعها أحد عني. وحكى خليفة بن خياط أن عبد الله بن عباس كان عاملاً لعلي بن أبي طالب على البصرة، فلما شخص إلى الحجاز استخلف أبا الأسود عليها، فلم يزل حتى قتُل علي.