1.لا توجد أمة على وجه الأرض إلا وتفتخر وتعتز بالتطور والحضارة التي توصلت إليها, حتى الدول التي توارت عن مسرح التاريخ مازالت تذكر المنجزات التي قامت بها, عرف الإنسان أن هناك علاقة ما بين الأرض والماء وتتأثر الأرض بتغيرات ما يحصل في السماء، واتخذ الإنسان اليوم كأبسط وحده زمنية بشروق وغروب الشمس، واخترع وحدات زمنية أخرى، وتطور الوضع به حتى وضع التقويم حيث إن كثرة الأحداث المتتالية عبر الزمن تجعله يقوم بدوره التاريخي فيحفظ لنا الزمن، وكأنه حدث مرئي نرى من خلاله الدور التي توارت عن مسرح التاريخ، والدول التي ما زالت حية بتاريخها وحضارتها. ومن العوامل التي ساهمت وساعدت في تطوير التقاويم الاعتقادات البشرية والمذهبية (الدينية) على سبيل المثال، الحضارة اليهودية أول من وضعت الأسبوع كوحدة زمنية, وذلك بسبب اعتقادهم بأن الله خلق الخلق بستة أيام واستراح في اليوم السابع، والأسبوع ليس له أي علاقة باختلاف مواقع النجوم والأجرام السماوية، ومن هنا قامت الاعتقادات للحضارات الإغريقية والرومانية، والفارسية، والمصرية بتسمية الأيام، والشهور والأبراج الفلكية، والنجوم.
2.وقد اعتادت الأمم والشعوب قديمًا أن تؤرخ لنفسها بأحداث كبيرة فاصلة، فقد اتخذ المسلمون من عام هجرة الرسول – صلى الله عليه وسلم – من مكة للمدينة بدايةً لتاريخهم، على الرغم من أن ولادة النبي – صلى الله عليه وسلم – ونزول الوحي عليه كان قبل ذلك، وتسمى هذه السنوات هجرية ويرمز إليها بالحرف (هـ), وقد اعتبر المسيحيون ميلاد المسيح مبدأ لقياس الزمن فما حدث قبله حدث قبل الميلاد، وما حدث بعده بعد الميلاد، ويرمز بالإشارة لقبل الميلاد بحرفي (ق.م)، وما بعد الميلاد بالحرف (م)، أي ميلادي، وكذلك الفراعنة استخدموا تقويما شمسيًا خاصًا بهم، ويستخدم الصينيون واليابانيون والفرس واليهود أيضًا تقاويم خاصة بهم.
3.ويختلف التقويم الهجري عن تلك التواريخ قليلاً؛ إذ أنه تم اعتماده في سنة 412م وقبل البعثة النبوية بـ 150 سنة وبمكة المكرمة؛ حيث اجتمع العرب سواء من رؤساء القبائل أو الوفود في حج ذاك العام أيام كلاب بن مرة جد النبي محمد – صلى الله عليه وسلم- الخامس لتحديد أسماء جديدة للأشهر يتفق عليها جميع العرب وأهل الجزيرة العربية بعد أن كانت القبائل تسمي الأشهر بأسماء مختلفة، فتوحدوا على الأسماء الحالية.