1- حتى سنوات قليلة خلت، كان التعلّم بالمراسلة يقتصر على حيّز صغير جدًا من قطاع التعليم، وعلى مجالات محددة لا ترتقي في معظم الأحيان إلى مستويات الاختصاصات الكبرى، ولكن تطور تقنية الاتصالات التي بات البريد التقليدي في أسفل قائمتها، ونمو عدد الطلبة في العالم بأسره بشكل أسرع بكثير من نمو عدد المقاعد الجامعية، زادا من الإقبال على التعلّم عن بعد، ليتحول إلى قضية، وما جودة أداء هذا التعليم وجدوى الشهادة الممنوحة بموجبه وقيمتها الفعلية في سوق العمل إلا بعض عناوين هذه القضية.
ضغطة زر على جهاز حاسبك تدخلك إلى صفوف الدراسة في الجامعات الأمريكية أو البريطانية، أو في أية جامعةٍ أخرى، في أية دولة تختار.
2- التعلم عن بُعد هو نظام تقوم به مؤسسة تعليمية يعمل على إيصال المادة التعليمية أو التدريبية للمتعلم في أي مكان وأي وقت عن طريق وسائط اتصال متعددة، مثل: الأقمار الصناعية أو الراديو والتلفاز أو أشرطة الفيديو أو الأشرطة الصوتية أو الحاسوب أو الإنترنت أو تقنيات الوسائط المتعددة أو غير ذلك.
3- أخذت البدايات الأولى للتعلم عن بُعد مكانها في ألمانيا عام 1856م؛ حيث فكر الفرنسي شارل توسان الذي كان يعلم اللغة الفرنسية في برلين، وجوستاف لانجنشدات، أحد أعضاء جمعية اللغات الحديثة في برلين، في تأسيس مدرسة لتعليم اللغات بالمراسلة.
هناك ثلاث طرق لعمل مراكز التعلم عن بُعد، إحداها أن تقوم الجامعة الانتظامية بفتح مكتب تابع لها لتقديم خدمات التعلم عن بُعد بالإضافة إلى احتفاظها بالشكل التقليدي للدراسة الجامعية في مقرها الرئيس، وذلك مثل جامعة بوسطن المعروفة ببرنامجها النظامي، فقد أكملته عام 2000م بافتتاح مكتب التعلم عن بُعد لتقديم برامج أكاديمية معتمدة للتعليم العالي من خلال تقنية الإنترنت والفيديو والأقراص المضغوطة.
4- نوع آخر يعمل على تقديم خدمات التعلم عن بُعد من خلال جامعة عادة ما تسمى بالجامعة المفتوحة، تتواصل مع الطلبة عن طريق المراسلات والأقمار الصناعية والإنترنت، وتفتح مكاتب لها في دول المتعلمين عن بُعد، وقد افتتحت جامعات مفتوحة في العديد من دول العالم، مثل جامعة فونيكس (Phoenix) التي تعد من أكبر الجامعات في أمريكا وأفضل جامعة معروفة ومتخصصة في التعلم عن بُعد، وتأسست مبدئيًا لتتيح فرصة إكمال التعليم للبالغين العاملين الذين تمنعهم ظروفهم من مواصلة الدراسة؛ لذلك تشترط لقبول الطلبة ألا تقل أعمارهم عن 23 عامًا وأن يكونوا موظفين، ولها أكثر من 239 مبنى تعليميًا ومركزًا حول العالم، وطرق التعليم فيها عبارة عن خليط من التعلم عن بُعد والتعلم النظامي والتعلم الإلكتروني.
5- جامعة بلا أسوار هو شعار النوع الثالث من هذه الأنظمة، وتكون فيه الجامعة إلكترونية 100 في المئة، تقدم خدماتها عن طريق الإنترنت والمكتبات الإلكترونية والبريد الإلكتروني، مثل جامعة جونز الدولية (Jones)، وهي الجامعة الأولى المعتمدة بالكامل على الإنترنت.
يمكّن التعلم عن بُعد المتعلمَ من الاعتماد على نفسه في الدراسة باستخدام وسائل التعليم المتنوعة من كتب وأشرطة وإنترنت وأقراص مضغوطة، وهو يختار التخصص المناسب لاحتياجاته، والمقررات التي تساعده في نموه المهني، ولكن من ناحية أخرى فهو بحاجة للدافع الذاتي الذي يساعده على الاستمرار في طلب العلم بمفرده، ويلعب الأهل والأصدقاء دورًا مهمًا في هذه الناحية، كما يلعب اختياره للتخصص المرغوب لديه دورًا مهمًا أيضًا في إذكاء دافعيته، لذلك دائمًا نرى دور المعلم في هذه الأنظمة هو التوجيه والإرشاد بعيدًا عن تلقين المعلومة، فالعملية التعليمية دائرة حول المتعلم وليس كما اعتدنا من تمحورها حول المعلم.