1) الأموال عصب الاقتصاد الذي يساهم بشكل أساسي في استقرار الحياة السياسية والاجتماعية. وقد أدى التطور الاقتصادي والصناعي إلى تطور نهج حياة الإنسان من خلال ظهور أنماط جديدة من التعامل والسلوك اتصف بعضها بالأنانية والمادية. فالتطور سلاح ذو حدين إيجابي وسلبي, فهو إيجابي عندما يهدف إلى رفع مستوى معيشة الإنسان وتأمين حاجاته ومتطلباته الشريفة, وهو سلبي عندما يكون هاجسه البحث عن الوسائل التي تجعل بعض الأشخاص يملكون قوة السيطرة على هذا الإنسان والتعامل معه كسلعة وظيفتها تأمين رغباتهم.
2)وقد وصل التنافس الاقتصادي والمالي عند البعض إلى ابتكار أساليب ملتوية للوصول إلى غاياتهم غير الشريفة بصرف النظر عن أخلاقية التعامل ومصلحة الأفراد والأنظمة الاقتصادية التي تتبعها, وبذلك يستطيع هؤلاء الحصول على مبالغ مالية طائلة من مصدر غير مشروع. وما يشهده العصر الحالي في ميدان تطور الآلة والصناعة والاتصالات والدخول في عصر العولمة دون وجود حواجز اقتصادية بين الدول وسرعة الانتقال والاتصال, يولّد في بعض الأحيان أنواعاً جديدة من الجرائم في سبيل سرقة المال والإثراء غير المشروع, ثم البحث عن أساليب جديدة متطورة لإخفاء مصدر الأموال وتبييضها.
3) ويعتبر غسيل الأموال من التعبيرات التي يجري تداولها في غالبية المحافل المحلية والإقليمية والدولية المهتمة بالجرائم الاقتصادية والأمن الاجتماعي والأمن الاقتصادي، وغسيل الأموال هي عملية إخفاء أو تمويه الطبيعة الحقيقية للأموال الناتجة عن ارتكاب الجرائم المنظمة وفي مقدمتها تهريب المخدرات وتهريب الأشخاص والأسلحة والتهرب الضريبي وتزوير العملات وتجارة الرقيق والدعارة واختلاس المال العام، وإظهار تلك الأموال على أنها من مصادر شرعية عبر سلسلة معقدة من العمليات المصرفية، وقد ارتبط مصطلح غسيل الأموال بالمافيا التي كان يتوفر لها أموالا نقدية طائلة ناجمة عن أنشطة إجرامية غير مشروعة، وكان أحد أبرز الطرق لتحقيق ذلك هو شراء المقتنيات الثمينة وإنشاء المشاريع.