1) في العام 1784م تم التعرف على الكولسترول ودوره في تكوين الحصوات المرارية، وفي العام 1947م تم اتهامه والدهون الأخرى ـ عندما ترتفع مستوياتها عن المعتاد ـ في حدوث النوبات القلبية وأمراض تصلب الشرايين. إن النمط الغذائي وفروقه بين الشعوب هو العامل الأهم في تلك العلاقة مع الكولسترول، فالشعوب الغربية تستهلك أغذية دهنية تحتوي على حوالي 42% من مجموع السعرات الحرارية المطلوبة للجسم، لذا تزداد عندهم مشكلات زيادة الكولسترول، بينما أغذية شعوب آسيا ودول إفريقيا تكثر فيها المصادر النباتية، ولا تشكل الدهون الحيوانية فيها سوى 17-20% من إجمالي السعرات الحرارية. وفي السنين الأخيرة وبسبب الارتفاع النسبي في معدلات الدخول وزيادة الوعي الغذائي، وتغير أنماطه أصبحت الطاقة الحرارية المُحصلة من اللحوم والدهون الحيوانية تزيد على 35% في المدن الكبرى، وحوالي 25% في الريف، لذا كان السبب الغذائي وارتفاع معدلات البدانة وراء زيادة أمراض تصلب شرايين القلب والدماغ والنوبات القلبية والسكتان الدماغية بصورة كبيرة.
2)الكولسترول ليس لديه القدرة على الذوبان في الماء، ولكي يذوب يتحد ببعض البروتينات التي يصنعها الكبد لتكوين جزئيات كبيرة تعرف بالدهنيات الروتينية وهذه البروتينات الدهنية الحاملة للكولسترول منها البروتين الدهني منخفض الكثافة، ويعرف بـ ( النوع الرديء) لأن ارتفاع مستوياتها وترسباتها في جدران الشرايين وبخاصة شرايين القلب تعتبر سبباً رئيسياً للإصابة بتصلب الشرايين والنوبات القلبية، وكذلك البروتين الدهني عالي الكثافة، ويعرف بـ (النوع الجيد)من المحتمل أن له صفة وقائية ضد أمراض تصلب الشرايين، إذ يعمل على تخليص الأنسجة من رواسب الكوليسترول وعلى زيادة إفرازه في سائل الصفراء.
3) إن الزبد والسمن البلدي، وبعض أنواع السمن الصناعي، وصفار البيض واللحوم الدهنية كلحم الضأن والكبد والمخ والكلى والروبيان والتونة والكافيار، والشيكولاتا وزيت جوز الهند.. أطعمة غنية بالدهون المشبعة يؤدي زيادة استهلاكها ولمدة طويلة إلي زيادة مستقبلات البروتين الدهني المنخفض الكثافة، مما يسمح لكولسترول البروتين الدهني المنخفض الكثافة بالارتفاع عن مستواه الطبيعي، فتترسب أملاحه على الجدران الداخلية المبطنة للشرايين القلبية والدماغية، مما يؤدي لتصلبها وخشونتها وضيقها وعجزها عن القيام بمهمتها.