1) بين الريم والرمال علاقة أبعد من القرب الصوتي لاسميهما، فلغزلان الريم تكيفات مظهرية وسلوكية وفسيولوجية للعيش في البيئات الصحراوية والرملية تحديداً. وقد كانت ذات يوم واسعة الانتشار في الجزيرة العربية حتى انحصر وجودها في مجموعتين في شمال المملكة في مناطق أعلنت محميات فيما بعد هما الحرّة والخنفة. وبعض التسجيلات على الطرف الجنوبي الغربي للربع الخالي. أما توزيعها الجغرافي العالمي تاريخياً فيمتد من فلسطين والجزيرة العربية إلى شمال الصين. ولون غزلان الريم المائل للبياض مهم في عكس حرارة أشعة الشمس الحارقة في الصحراء. وللريم أظلاف عريضة للمشي على الرمال، ولكن قدرته في الصبر على الماء خرافية. فقد تمضي بعض الغزلان حياتها دون أن تشرب، وتكتفي بالحصول على الماء من النباتات التي تتغذى عليها ومن لعق الندى المتجمع على أجسامها في الفجر. والغزلان عموماً متكيفة سلوكياً من خلال ممارسة نشاطها الرعوي عند الشفق والغسق وأحيانا في الليل، وهي الأوقات التي ترتفع بها معدلات الرطوبة في أوراق النباتات البرية ويتجمع الندى عليها.
2) وعادة ما تتحرك الإناث والصغار في مجموعات، بينما تتحرك الذكور البالغة فرادى وتكوّن مناطق ذات حدود معينة خاصة بها تدافع عنها بضراوة ضد أي ذكور بالغة دخيلة، ولكنها ترحب بالإناث عند دخولها لمناطقها خلال دورتها النزوية، وتقوم بفحص الإناث المهيآت للتزاوج بشم المؤخرة ، وتستجيب الإناث لهذا الفحص بالتبول، وقتها تقوم الذكور بتذوق البول الذي تفرز فيه الهرمونات الأنثوية فتتعرف على درجة استعداد الانثى للتزاوج وقد يستمر الغزل ومحاولات الامتطاء لأكثر من أربعين دقيقة يمارس فيها الذكر عشرات المحاولات، قبل أن تتوج بالتلقيح، يفقد بعدها الذكر رغبته في الأنثى، وبعد فترة راحة بسيطة يبدأ بتفحص إناث أخريات أو الانشغال بطرد الذكور الدخيلة على المنطقة.
3) ويقوم الذكر باعتلاء تل مرتفع لمراقبة الحدود. واللافت في الأمر أن لدى الغزلان سلوكاً يسمى الاستعراض السيادي، وهو استعراض للقوة ضد الخصوم قد تكفيه – غالباً – شر القتال، فمجرد أن يظهر قرنيه القويين واستعداده للدفاع يتراجع الخصم. وأحياناً يقترب من الخصم مهيأ للقتال لكنهما لا يشتبكان، ومهما بلغ الصراع من شدة على الحدود إلا أنه ينتهي بمجرد انسحاب الخصم من الحدود المرسومة للذكر السائد، وهو نظام يشبه حدود القبائل، ويسهم في خفض الطاقة المصروفة على الصراع بين الذكور السائدة، وكما أن للسيادة علاماتها وسلوكياتها الدالة عليها فإن الخضوع كذلك له دلالاته المتميزة بخفض الرأس والانقياد والاستسلام.والمدهش في هذا النظام الاجتماعي أن الذكر السائد يفقد سيادته حين يخرج من حدود منطقته ويدخل حدود منطقة ذكر آخر. وقد يحدث تنافس بين الذكور عند تأسيس المقاطعات، يشتبكان فيه بالقرون لاختبار قوة كل منهما بالتناطح. وهذا التنافس مهم كانتخاب طبيعي لإفراز الأفراد الأقوياء الذين سيؤسسون مقاطعات يلقحون فيما بعد الإناث التي ستدخلها. وبالطبع لا تترك الغزلان أماكنها إلا عندما ينحسر النبات وينعدم العشب.
4) ويستمر الحمل في إناث الريم حوالي خمسة أشهر، تنتحي عند الوضع لتضع مولودها ثم تقوم بلعقه لتجفيفه وحمايته ، ثم تترك الرضيع في مجثمه لعدم قدرته على الركض في المخاطر، وتتردد عليه بين وقت وآخر لإرضاعه ،ويسمى الرضيع عند الولادة: الطلا إلى عمر أسبوعين، ثم الخشف من 3 إلى 8 أسابيع، ثم الشادن والذي يعرف مع بروز القرون الصغيرة وعمره ما بين 3 و 6 أشهر، ثم الجدية أو الظبية وتكون في عامها الأول وتدخل ضمن الإناث وقد تحمل في هذا السن. والذكر في هذا السن يسمى: الشصر والجدي والظبي. أما الذكور البالغة فتسمى: الثني وتتميز بكبر حجم قرونها التي تزيد على ضعفي طول الآذان وتتميز بحلقاتها المحززة، كما تتميز ذكور غزلان الريم بانتفاخ يشبه الدراق عند منتصف الحلق.