لا وجود اليوم لمجتمع مسيج لا تخترقه أشعة الشمس، أو تزحف نحوه الرمال المتحركة، ومن يعي هذه المعادلة الصعبة يدرك أن المظلات والمصدات آلات عتيقة تكدست، لا تجدي حين يشتد الهجير وتعتو الرياح، ولا عاصم منها -بأمر الله- إلا بنى متكونة صلبة تحملها أقدام راسخة، وتظلها رؤوس سامقة يتحول فيها الصفر إلى رقم، والرقم إلى معنى والمعنى إلى ممارسة، والممارسة إلى منهج يحافظ على الثوابت الممتدة ردحا صعبا من الزمن ولا ينافي المحدثات، لا يخاف العواصف إلا البناء الهش، ولا يختفي من المواجهة سوى الإنسان الضعيف، وما من أمة تسعد حين تقف أمام نفسها وأمام التاريخ داخل بيت العنكبوت إن المعادلة الصعبة تتجلى في تحقيق التوازن في الانفتاح بالمجتمع بين ما يجب الحفاظ عليه وما هو واقع.