الفصل المشكلات الاقتصادية - مبادئ الاقتصاد - ثاني ثانوي

المقدمة الفصل 2-3 المشكلة الاقتصادية رابط الدرس الر www.ien.edu.sa إذا كان لديك مبلغ من النقود يكفي لشراء كتاب أو ثوب فأيهما تختار؟ إذا كان لديك فراغ يومين في عطلة نهاية الأسبوع، هل تزور أقاربك في مدينة أخرى أم تسافر للتنزه والاستجمام أم تمكث في بيتك تُنهي بعض الأعمال المتأخرة؟ إذا كان لدى أهل الحي قطعة أرض فهل يبنون عليها وحدة صحية أم مدرسة أم متنزها للأطفال؟ إذا كان لدى المجتمع أراض زراعية فهل يزرعها قمحا أم شعيرا أم ذرة؟ هذه الأسئلة وغيرها أمثلة على المشكلة التي تواجه الفرد والمجتمع منذ وجد الإنسان على الأرض والتي نسميها المشكلة الاقتصادية. تعريف المشكلة الاقتصادية لک عرفنا أن الحاجات الإنسانية متعددة متجددة متزايدة متباينة ،مُلحة، ولكي يتمكن المجتمع من إشباعها فإنه يستخدم ما لديه من موارد لإنتاج السلع والخدمات المختلفة. ومنشأ المشكلة أن الحاجات الإنسانية تتزايد وتتجدد باستمرار مع زيادة النمو السكاني والتقدم المدني والعمراني والاختراعات الحديثة، هذا في حين أن الموارد المتاحة لا تنمو بنفس معدل زيادة الحاجات؛ لذلك يتعذر أن تكفي الموارد المتاحة لإنتاج كل ما يشتهيه الإنسان. وعلى هذا يمكن تعريف المشكلة الاقتصادية بأنها : عدم قدرة المجتمع على إشباع جميع حاجاته في ظل ندرة الموارد المتاحة لديه . 38 وزارة التعليم Ministry of Education 2024-1446

الفصل2-3 المشكلات الاقتصادية

مقدمة المشكلة الاقتصادية

تعريف المشكلة الاقتصادية

2 المشكلة الاقتصادية أسباب المشكلة الاقتصادية : من التعريف السابق يمكن استنتاج أسباب نشأة واستمرار المشكلة الاقتصادية على النحو الآتي : أ- تعدد الحاجات الانسانية وتجددها تتعدد حاجات الإنسان كما ،وكيفًا، فمن الناحية الكمية تزداد حاجات المجتمع مع النمو الطبيعي للسكان ومن الجهة الكيفية تتجدد الحاجات وتتزايد مع تطور المجتمع، فلا قيود على الخيال البشري في تصور المزيد من ألوان الأطعمة والملابس والمساكن والسيارات ووسائل الاتصال وغيرها من زينة الدنيا، وفي الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «لَوْ أَنَّ ابْنَ آدَمَ أُعْطِيَ وَادِيًا مَلْكًا مِنْ ذَهَبٍ أَحَبَّ إِلَيْهِ ثَانِيَّا، وَلَوْ أَعْطَى ثَانيًا أَحَبَّ إِلَيْهِ ثَالثًا، وَلَا يَسُدُّ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ، إِلَّا التَّرَابُ، وَيَتُوبُ اللهُ عَلَى مَنْ تَابَ ) (2) . لک ب الندرة النسبية للموارد الاقتصادية المتاحة ما لدى المجتمع من أراض ومسطحات مائية وثروات طبيعية وقدرات بشرية ومصانع ومؤسسات هي موارد كثيرة تصلح لإنتاج كميات كبيرة من السلع والخدمات، ولكن نظرًا لأن رغبات المجتمع تفوق هذا كله، أي تزيد على قدرته في إنتاج ما يُشبع هذه الرغبات من السلع وخدمات، نقول إن موارد المجتمع نادرة نسبيًا ، أي نادرة بالنسبة لما يحتاجه ويرغبه المجتمع. وقد اقتضت حكمة الله ذلك، قال تعالى: ﴿ وَلَوْ بَسَط اللهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ، لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِن يُنزِلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَيْرٌ بَصِيرٌ (2) تعدد استخدامات الموارد الاقتصادية تعدد فوائد واستخدامات ما لدى المجتمع من موارد يزيد من حدة المشكلة، فكل مورد إنتاجي له أكثر من استخدام فمثلا الأرض الزراعية يمكن زراعتها قمعًا أو شعيرا أو ذرة أو غير ذلك مما تصلح له . كذلك مساحات الأراضي داخل المدن تصلح لبناء مساكن أو مراكز تجارية أو مستشفى أو مدرسة أو غير ذلك . والشاب يمكنه بعد اجتياز المستوى التعليمي المناسب أن يكون محاسبًا أو صيدليا أو طبيبًا أو مبرمجا . (1) أخرجه البخاري، 6438. (2) سورة الشورى الآية: 27. 39 وزارة التي Ministry of Education

الفصل2-3 المشكلات الاقتصادية

أسباب المشكلة الاقتصادية

الندرة النسبية للموارد الاقتصادية المتاحة

تعداد استخدامات الموارد الاقتصادية

يترتب على هذه الظاهرة أن استخدام المورد الاقتصادي المتاح في نشاط اقتصادي معين يعني تلقائيا التضحية بالفرص الأخرى التي كانت متاحة . فمثلا إذا كان في الحي قطعة أرض وتقرر أن يُبنى عليها مدرسة فهذا يعني ضمنيًا التضحية باستخدام نفس قطعة الأرض لبناء وحدة صحية، وهكذا الشأن بالنسبة لبقية الموارد المتاحة للمجتمع، إذا استخدمت في مجال معين يمتنع أن تستخدم في مجال آخر . من جهة أخرى، إذا كان المورد الاقتصادي لا يصلح إلا لغرض ،واحد ، وقررنا استخدامه لهذا الغرض، لک فلن تكون هناك أي تضحية . بينما تكون هناك تضحية إذا كان المورد يصلح لأكثر من استخدام، فإن قرار توظيفه في غرض معين يتضمن تكلفة يتحملها المجتمع هي قيمة المنفعة التي كان يمكن تحصيلها من الفرص الأخرى وتم التنازل عنها ، وهذا ما يُسمَّى الفرصة الاقتصادية البديلة. عناصر المشكلة الاقتصادية كل مجتمع لديه موارد متعددة، لكنها تتميز بالندرة النسبية، أي أنها لا تكفي لإشباع جميع رغباته، ومن جهة أخرى فهذه الموارد ذات استخدامات بديلة؛ لذلك فإن المجتمع يجد نفسه الأسئلة يتعين عليها أن يجد وسيلة للإجابة عنها . بعدد من عناصر المشكلة الاقتصادية مواجها ماذا ننتج؟ كيف ننتج ؟ لمن ننتج؟ 49 40 وزارة التعليم Ministry of Education 2024-1446

الفصل2-3 المشكلات الاقتصادية

استخدام المورد الاقتصادي المتاح في نشاط اقتصادي معين

عناصر المشكلة الاقتصادية

وزارة التي Ministry of Education المشكلة الاقتصادية 2 ?? ماذا ننتج؟ المطلوب هنا هو تحديد كمية وأنواع السلع والخدمات التي ينتجها المجتمع. فطالما أنه لن يستطيع إنتاج كل شيء يرغبه ويحتاجه فعليه أن يقرر ما الذي ينتجه ؟ وما الذي يتخلى عنه؟ وللتوصل إلى ذلك يتعين أن يرتب السلع والخدمات وفقا لأهميتها النسبية ( وهذا ما يُسمى سلم الأولويات ) ومن ثم يبدأ بإنتاج السلع الأكثر أهمية، ثم الأقل أهمية بقدر الموارد المتاحة لديه، وبالتالي تكون السلع التي تنازل عنها قليلة الأهمية جدًا بالنسبة له . في هذا السياق يحتاج المجتمع إلى أن يقرر ما ينتجه من السلع الاستهلاكية ومن السلع الرأسمالية . السلع الاستهلاكية تشبع حاجات المجتمع الحاضرة ، أما السلع الرأسمالية فهي تزيد من قدرة المجتمع الإنتاجية، وبالتالي تمكنه من إشباع حاجات مستقبلية، ولا شك أنَّ المجتمع الذي يسعى إلى رفع مستوى المعيشة وتحقيق النمو الاقتصادي سيخصص جزءًا مهما من موارده لاستثماره في سلع رأسمالية، مثل بناء المصانع والتوسع في العمران وإنشاء المطارات، فهذه كلها تزيد قدرة المجتمع الإنتاجية وتلبي احتياجات الأجيال القادمة . 223 كيف ننتج؟ المقصود هو الكيفية التي تتم بها عملية الإنتاج أي اتخاذ قرار بشأن تنظيم العملية الإنتاجية. ويشمل ذلك ما يأتي : -1- تحديد الجهة التي تتولى مسؤولية القيام بالنشاط الإنتاجي : الحكومة ( القطاع العام ) أم الأفراد ( القطاع الخاص ) أم كلاهما معًا . تحديد ذلك يتوقف على نوع النظام الاقتصادي الذي يتبعه المجتمع كما سنرى لاحقا. 2 اختيار الفن الإنتاجي الملائم، وهو يعني تحديد طرق الإنتاج، والمعرفة الفنية، ومستوى التقنية اللازم لتحقيق الإنتاج بالكمية والنوعية المرغوبة . إن اختيار الفن الإنتاجي أو التقنية الملائمة من الأمور الحساسة في العملية الإنتاجية ويجب أن يراعى فيه ما يأتي : أ- اختيار التقنية ذات الكفاءة الفنية، والمقصود بها التقنية الأحدث ؛ لأنها تتجنب كثيرًا من المشاكل التي تم اكتشافها في وسائل الإنتاج الأقدم، كما أنها أكثر أمانًا للمتعاملين معها . 41

الفصل2-3 المشكلات الاقتصادية

ماذا ننتج

كيف ننتج؟

ب إعطاء أولوية للتقنية ذات الكفاءة الاقتصادية، والمقصود بها التقنية التي تحقق الإنتاج بأقل تكلفة ممكنة؛ لأن هذا يضمن ترشيد الإنفاق . ج العناية بالتوظيف الكامل للموارد ( عناصر الإنتاج ) : فيجب أن يكون الفن الإنتاجي قادرًا على الاستفادة من كافة الموارد المتاحة وتشغيلها بكامل طاقتها وليس جزئيًا فقط . مثال : إذا كان لدى المجتمع موارد بشرية تتمثل في 100 مهندس ونريد إنشاء مصنع للبتروكيماويات ولدينا فن إنتاجي يسمح بتشغيل 30 مهندس وفن إنتاجي آخر يسمح بتشغيل 100 مهندس؛ فإن الاختيار الأفضل هو الثاني حتى لا يكون لدى المجتمع مهندسون في حالة بطالة بسبب نوعية الفن الإنتاجي . لک 3 تحقيق الاستخدام الأمثل للموارد ( عناصر الإنتاج ) : أي أن كل عنصر إنتاجي يستخدم في الغرض الملائم له وبالتالي يحقق أقصى إنتاج ممكن مثال ذلك أن الأرض الصالحة للزراعة لا تستخدم في بناء المساكن مثلا، وأن المحاسب لا يعمل في التمريض، وأنَّ المهندس المعماري لا يوظف في الشؤون الإدارية، ولذلك فالفن الإنتاجي المرغوب هو الذي يحدد بدقة العناصر الإنتاجية المطلوبة، ودور كل منها على نحو يناسب تخصصاتها. ?? لمن ننتج؟ لك البحث هنا هو كيفية توزيع الناتج على أفراد المجتمع . هل يختص بعائد الإنتاج من أسهموا في العملية الإنتاجية دون غيرهم؟ ثم هل يُوزّع الناتج بينهم بالتساوي أم بنسبة مشاركة كل منهم؟ وهل يُعطى صاحب الجهد الذهني نفس عائد الجهد العضلي ؟ أم هل يُوزّع العائد وفق ما تقرره العادات والتقاليد السائدة بالمجتمع؟ أم يكون ذلك وفق قوانين مباشرة تضعها الدولة؟ في الواقع العملي ومع تعقد العلاقات الاقتصادية المعاصرة فإن تحديد كيفية توزيع الإنتاج لا يرجع إلى عامل واحد، بل إلى عدة عوامل، بعضها مستمد أنظمة من الدولة، وبعضها من العادات السائدة، وبعضها يعود إلى ظروف الطلب والعرض في السوق . إثراء انطلق برنامج صندوق الاستثمارات العامة عام 2017م لدعم تحقيق رؤية المملكة 2030، وللمساهمة في تنمية وتنويع الاقتصاد المحلي، وتعزيز مكانة الصندوق كقوة استثمارية رائدة . 42 42 وزارة التعليم Ministry of Education 2024-1446

الفصل2-3 المشكلات الاقتصادية

اختيار الفن الانتاجي

لمن ننتج؟

صندوق الاستثمارات العامة

خلاصة الفصل المشكلة الاقتصادية هي عدم قدرة المجتمع على إشباع جميع حاجاته في ظل ندرة الموارد المتاحة لديه . • أسباب المشكلة الاقتصادية هي : كثرة حاجات المجتمع وندرة الموارد المتاحة وتعدد استخدامات تلك الموارد . تكلفة الفرصة البديلة هي قيمة المنفعة التي كان يمكن تحصيلها من الفرص الأخرى وتم التنازل عنها بسبب استخدام المورد الاقتصادي في نشاط معين. عناصر المشكلة الاقتصادية تتلخص في إجابة ثلاثة أسئلة : ماذا تُنتج ؟ وكيف تُنتج ؟ ولمن منتج ؟ على المجتمع أن يخصص جزءًا مهما من موارده لاستثماره في سلع رأسمالية مثل بناء المصانع والتوسع في العمران وإنشاء المرافق الأساسية، وذلك بغرض زيادة قدرة المجتمع الإنتاجية وتلبية احتياجات الأجيال القادمة . يجب أن يكون الفن الإنتاجي قادرًا على المساهمة في تحقيق التوظيف الكامل للموارد، أي الاستفادة من كافة الموارد المتاحة وتشغيلها بكامل طاقتها . تُعطى الأولوية للفن الإنتاجي الذي يساعد على تحقيق الاستخدام الأمثل للموارد، أي أنَّ كل عنصر إنتاجي يُستخدم في التخصص الملائم له وبالتالي يحقق أقصى إنتاج ممكن. في الاقتصاد الحديث، تحديد كيفية توزيع الإنتاج لا يرجع إلى عامل واحد بل إلى عدة عوامل، بعضها مستمد من أنظمة الدولة، وبعضها من العادات السائدة، وبعضها يعود إلى ظروف السوق . 43 2 المشكلة الاقتصادية وزارة التي Ministry of Education

الفصل2-3 المشكلات الاقتصادية

خلاصة فصل المشكلة الاقتصادية

أسئلة للمناقشة (1) حدد لماذا توافق أو تعترض على كل عبارة من العبارات الآتية : أ- المشكلة الاقتصادية هي عدم وجود موارد لدى المجتمع. على المجتمع أن يُوزّع إنتاجه بين السلع الاستهلاكية والسلع الرأسمالية . ج التوظيف الكامل للموارد لا يعني بالضرورة التوظيف الأمثل للموارد . (2) اذكر أسباب المشكلة الاقتصادية. (3) على أي أساس يتم توزيع عائد الإنتاج في الواقع العملي ؟ نشاط إثرائي 1 ناقش مع زملائك الحالات الآتية وحاول أن تحدد هل توجد مشكلة اقتصادية في كل حالة : (أ) مجتمع لديه موارد قليلة لكن حاجاته أيضًا قليلة. (ب) مجتمع لديه موارد كثيرة لكن حاجاته أيضًا كثيرة . (ج) مجتمع لديه موارد كثيرة وحاجاته قليلة . -2 هل تعتقد أن الدول المتقدمة اقتصاديًا لديها مشكلة اقتصادية ؟ ادعم رأيك بمشاهدات واقعية . 44 وزارة التعليم Ministry of Education 2024-1446

الفصل2-3 المشكلات الاقتصادية

حدد لماذا توافق أو تعترض على المشكلة الاقتصادية هي عدم وجود مواردى لدى المجتمع

اذكر أسباب المشكلة الاقتصادية

ناقش مجتمع لديه موارد قليلة لكن حاجاته أيضاً قليلة

على أي أساس يتم توزيع عائد الإنتاج في الواقع العملي