يعتبر العمل هدفاً يسعى إليه الإنسان كضمان لحياته واستمرارها؛ فقيمة الإنسان لا تحدد إلا بالعمل، والإنسان يفقد كرامته إذا كان بدون عمل؛ فالعمل يضمن الحياة الكريمة للإنسان وللأشخاص المسؤول عنهم.
ظهرت بيانات رسميه تدل على ارتفاع عدد العاطلين في ألمانيا إلى 2,935 مليون عاطل بزيادة قدرها 113 الف شخص عن الشهر السابق، وزيادة معدل البطالة من الضواهر الاجتماعية الخطيرة التي تهدد الشعوب واستقرارها. وقد زادت الظاهرة بعد الحرب العالمية الثانية التي خلفت مشاكل اقتصادية واجتماعية خطيرة، فبعد إنقسام ألمانيا إلى دولتين؛ الاتحادية والشرقية، كثر عدد العاملين في المجال الزراعي مما أدى إلى انخفاض أجور العاملين الزراعي وقد لحقت الصنعة بالزراعة وتم استبعاد ما يقارب مليون ونصف عامل من المجال حتى بلغت نسبة البطالة في ألمانيا 1997 ما يقارب 8% أي ضعف ما كانت علية قبل ثلاث سنوات.
كان حدث إعادة توحيد ألمانيا الذي تم في الثالث من أكتوبر من عام 1990 وتحطيم جدار برلين في التاسع من نوفمبر من العام 1989 محطات تاريخية مهمه في العصر الحديث؛ ذلك أنه لم يكن أحد ليتصور بأن يتم هذه الاتحاد بين الجارتين ولا حتى في أحلام البعض، فكيف على أرض الواقع نظرًا للإختلافات الكبيرة بين الألمانيتين.
وسجلت النمسا وألمانيا أقل معدل معدل بطالة في الكتلة الأوربية المؤلفة من 18 دولة بلغ 5% وسجلت اليونان واسبانيا أعلى معدل بلغ 25% وبلغ عدد العاطلين في منطقة اليورو لأقل من 25 عاماً 3,38 مليون شخص ليبلغ معدل البطالة بين الشباب 23,5% وفي الاتحاد الأوربي المؤلف من 28 دولة بلغ معدل البطالة بين الشباب 22,5 % في أبريل الماضي في حين بلغ معدل إجمالي البطالة 10,4%.
وترتب على البطالة بشكل عام انقطاع داخلي، وعدم كفاية الدخول بسبب عدم توفر فرص عمل، وعدم توفر المسكن الملائم، وانتشار الجريمة والشعور باليأس، والعجز عن تحمل المسؤلية، وتعد العولمة من أبرز أسباب انتشار البطالة.