بلوتو ـ أبعد كواكب المجموعة الشمسية ـ اكتشف عام 1930، ولكن الجدل حوله لم يتفاقم إلا قبل ثلاث سنوات فقط، وهذا الجدل مصدره خلاف جديد بين علماء الفلك حول طبيعة وتعريف أي «كوكب» ـ وكم يجب أن يبلغ حجمه للتفريق بينه وبين أي «صخرة» تدور في الفضاء.
وبالنسبة لبلوتو ـ تاسع كواكب المجموعة الشمسية ـ يمكن اعتباره كوكبًا كونه يدور حول محوره، ويملك مدارًا خاصًا حول الشمس، ولكنه من حيث الحجم يعد أصغر بكثير من القمر، وأقل بخمسمائة مرة من الأرض ـ ولا يتجاوز نصف قطره 1100 كلم فقط.
وحين اكتشف بلوتو عام 1930 لم يكن العلماء يملكون تلسكوبات قوية تمكنهم من رؤيته بشكل سليم وواضح، بل إنهم في الحقيقة توقعوا وجوده من خلال المعادلات الرياضية قبل رصده فعليا، فبلوتو بعيد لدرجة لا يكمل دورته حول الشمس إلا كل 248 عامًا، وصغير لدرجة يصعب تحديد موقعه إلا من خلال رصد تأثيره على الكوكب المجاور نيبتون.
ولكن بحلول عام 2000 كانت المراصد الفضائية والتقنيات الفلكية قد تطورت لدرجة كشف بلوتو على حقيقته؛ حيث اتضح أنه أصغر وأبعد، وأقل كتلة مما كان متوقعًا.
وما زاد الطين بلّة اكتشاف العلماء عام 2003 كوكبا عاشرا أكبر منه حجماً مازال يدعى الكوكب «إكس»، والمفارقة هنا أن الكوكب «إكس» يأتي وسط حزام صخري يعرف باسم «صخور كيبر» تدور على أطراف المجموعة الشمسية، وهذه المفارقة ـ الصخركوكبية ـ عقدت الموقف وأفرزت سؤالاً عويصًا: أيهما الصخرة وأيهما الكوكب: "بلوتو" أم "اكس"؟ هذا السؤال المحير ـ الذي طرح في آخر اجتماع لجمعية الفلك العالمية ـ يذكرنا بخلاف مماثل مازال يدور بين علماء الجغرافيا على الأرض.